قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن وصف النبي بالفقر تعبير على غير حد الأدب، منوها أن معنى حديث النبي "اللهم أحيني مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرني في زمرة المساكين" هو الإخبات والإنابة إلى الله والافتقار إلى المولى عزوجل.
هل كان النبي فقير؟
وأكد أسامة الأزهري، في تصريح سابق له، أن النبي كان من أغنى الأغنياء فقد آتاه الله تعالى مفاتيح خزائن الأرض ولو أن رجلا منا كان عنده مال كثير في صندوق في جانب البيت لوصفناه بسعة الغنى مع جواز أن يسرق المال أو يؤخذ من البيت، فكيف بمن آتاه الله مفاتيح خزائن الأرض وأمنه عليها وضمن ألا تزول عليه أبدا.
وفي وقت سابق، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في رمضان كان جوادًا يفيض بالكرم كأنه الريح المرسلة، ينفق نفقةَ مَن لا يخشى الفقر، وكان يُفطِّر الصائم، ويرغِّب في بذلك بقوله: "من فطَّر صائمًا كان له من الأجر مثل أجره ولا ينقص من أجر الصائم شيئًا".
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن أنَّ ما عند الله خير وأبقى، ولم يكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقيرًا أبدًا، ولكنه كان زاهدًا بالمعنى المحمود، وكان ينفق نفقة كبيرة جدًّا.
رعي الغنم بين النبي وأمته
حذر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، من تشبيه النبي -صلى الله عليه وسلم- براعي غنم أو أمي، بقول «فلان أمي أو راعي غنم، أو قائد جيوش كما النبي -صلى الله عليه وسلم -».
وأوضح «جمعة» خلال برنامج «والله أعلم»، أن التشبيه لا يجوز في حق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأن كل ما أصابه -صلى الله عليه وسلم- كان كله معجزة، منوهًا بأن رعاية الغنم في حق النبي -صلى الله عليه وسلم- تربية، أما رعاية الغنم اليوم فتعني عدم الذهاب إلى المدارس وعدم التعلم، فهي مجرد وظيفة، لا تُساوي التربية النبوية.
وأضاف أنه بناءً عليه، فلا يصح تشبيه أي شخص يرعى الغنم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تشبيهه بشخص أمي، ويكون على من فعل ذلك التوبة، لافتًا إلى أن هناك شاب عيره أحدهم بأن أبيه كان يرعى الغنم، فرد عليه الشاب، بأن أبيه كرسول الله –راعي غنم، فألف الإمام السيوطي «تنزيه الأنبياء عن تشبيه السفهاء»، وذهب إلى أن من شبه النبي –صلى الله عليه وسلم- بأحد هذه الأمور ، فإنه يُطلب منه التوبة.