قفزت أسهم «علي بابا» المدرجة في هونغ كونغ بنسبة وصلت إلى 18.84% يوم الاثنين، بدعم من نتائج أفضل من التوقعات في أرباحها الفصلية للربع المنتهي في يونيو، مدفوعة بتسارع مبيعات وحدتها للحوسبة السحابية واستمرار تعافي أنشطتها في قطاع التجارة الإلكترونية.
لكن إيرادات العملاق الصيني جاءت دون تقديرات السوق.
وجاءت نتائج «علي بابا» للربع الأول من سنتها المالية مقارنة بتقديرات «LSEG» على النحو التالي:
الإيرادات: 247.65 مليار يوان صيني (34.6 مليار دولار)، مقابل 252.9 مليار يوان متوقعة.
صافي الدخل: 43.11 مليار يوان، مقابل 28.5 مليار يوان متوقعة.
وارتفعت الإيرادات بنسبة 2% على أساس سنوي، فيما قفز صافي الدخل بنسبة 78%. وأرجعت «علي بابا» زيادة الأرباح إلى مكاسب من بعض استثماراتها في الأسهم والتخلص من حصتها في شركة التجارة الإلكترونية التركية «ترينديول». غير أن ذلك قابله انخفاض في الدخل التشغيلي.
لكن باستثناء مكاسب الاستثمارات، كان صافي الدخل سيتراجع بنسبة 18% سنوياً، في وقت تواصل فيه الشركة ضخ استثمارات ضخمة في سوق التجارة الفورية شديدة التنافسية في الصين.
وتحاول «علي بابا» تحقيق توازن دقيق بين الاستثمار في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي ونماذج التجارة الإلكترونية الجديدة، وبين الحفاظ على قدرتها على النمو في السوق الصينية التنافسية. وحتى الآن، كوفئ المستثمرون على ذلك بارتفاع أسهم الشركة المدرجة في أميركا بنسبة 40% منذ بداية العام.
ويعود ذلك جزئياً إلى تسارع النمو في قسم الحوسبة السحابية الأساسي، إلى جانب تحسن الأداء في أعمال التجارة الإلكترونية داخل الصين وخارجها.
نمو قوي للحوسبة السحابية
كانت وحدة الحوسبة السحابية من أبرز نقاط القوة، إذ بلغت إيراداتها 33.4 مليار يوان، بزيادة 26% على أساس سنوي، مقابل نمو 18% في الربع السابق. ويُنظر إلى هذه الوحدة باعتبارها مفتاحاً لاستفادة الشركة من الذكاء الاصطناعي، على غرار «مايكروسوفت» و«غوغل».
وقال إدي وو، الرئيس التنفيذي لـ«علي بابا»، في بيان: «بدعم من الطلب القوي على الذكاء الاصطناعي، شهدت مجموعة الحوسبة السحابية تسارعاً في نمو الإيرادات، وأصبحت إيرادات المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي تشكل الآن جزءاً كبيراً من مداخيل العملاء الخارجيين».
وأكدت الشركة أن إيرادات منتجات الذكاء الاصطناعي حافظت على نمو ثلاثي الأرقام للربع الثامن على التوالي. كما ارتفعت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك في وحدة الحوسبة السحابية بنسبة 26% سنوياً.
وذكرت تقارير إعلامية أن «علي بابا» تعمل على تطوير شريحة (chip) جديدة للذكاء الاصطناعي لتعزيز نمو قسم الحوسبة السحابية، وهو خبر
ساهم أيضاً في قفزة أسهمها يوم الجمعة.
وقالت الإدارة إن هدفها إبقاء معدلات نمو السحابة أعلى من متوسط السوق، بدلاً من التركيز على رفع هوامش الأرباح في المدى القريب.
«حروب التجارة الفورية»
أما أعمال التجارة الإلكترونية الأساسية، التي تمثل أكثر من 50% من إيرادات المجموعة، فقد حققت نتائج متباينة.
إجمالاً، ارتفعت إيرادات القطاع بنسبة 10% على أساس سنوي لتسجل 19.6 مليار يوان. وقفزت إيرادات إدارة العملاء —التي تحققها «علي بابا» من بيع خدمات التسويق والخدمات الأخرى للتجار على منصاتها— بنسبة 10%، وهي تمثل الجزء الأكبر من عوائد التجارة الإلكترونية.
غير أن الأرباح المعدلة للقطاع تراجعت بنسبة 21% في الربع على أساس سنوي، نتيجة الاستثمارات المكثفة في ما يُعرف بالتجارة الفورية أو «الكوّيك كومرس»، التي أطلقتها الشركة عبر تطبيق «تاوباو» هذا العام لتوفير تسليم منتجات معينة في الصين خلال ساعة واحدة فقط.
وتواجه «علي بابا» منافسة شرسة في هذا المجال من شركات مثل «ميتوان» المتخصصة في توصيل الطعام و«جي دي.كوم»، وقد انعكس ذلك على نتائج المنافسين، إذ أعلنت «ميتوان» عن تراجع أرباحها المعدلة في الربع الثاني بنسبة 89%.
وبالنسبة لـ«علي بابا»، فقد حققت وحدة التجارة الفورية إيرادات تجاوزت 14.8 مليار يوان (نحو ملياري دولار)، بزيادة 12% على أساس سنوي. وقالت الإدارة في مكالمة مع المستثمرين يوم الجمعة إن التجارة الفورية ستضيف تريليون يوان إلى إجمالي قيمة السلع المتداولة عبر منصات المجموعة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ورغم ضغوط المنافسة، يبدو أن المستثمرين يتقبلون هذه الاستثمارات، طالما أن قسم الحوسبة السحابية يواصل النمو، وأن قطاع التجارة الإلكترونية الدولي للشركة —بما في ذلك «علي إكسبرس»— سجل نمواً في الإيرادات بنسبة 19% خلال الربع مع تضييق الخسائر.