في اليوم الـ696 من الحرب ضد غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على القطاع، مركزا هجماته في إطار العملية العسكرية التي أطلقها ضد المدينة، وهذه الهجمات أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في وقت تشهد فيه غزة موجة نزوح واسعة.
ارتفاع حصيلة الشهداء والضحايا
وأفادت مصادر طبية في القطاع بأن 63 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر يوم الأحد جراء نيران الاحتلال، بينهم 32 شهيدا من طالبي المساعدات الإنسانية، كما أشارت التقارير إلى وفاة 7 فلسطينيين آخرين بسبب سوء التغذية والتجويع خلال الساعات الـ 24 الماضية، وهو ما يعكس التدهور الحاد في الوضع الإنساني في غزة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، إن قبل اغتيال الناطق الإعلامي أوب عبيدة تم اغتيال قيادات عسكرية، والتي تعد أخطر من اغتيال أبو عبيدة، ولكن من الواضح أن سرعتهم في الاعلان عن اغتيال أبو عبيدة، من باب تحقيق أي انتصار لهم.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن لا شك أن أبو عبيدة كان لديه شخصية مميزة، وأيضا كان يلقي الخطابات بطريقة مميزة، ولكنه في النهاية ناطق إعلامي، أي أن تلك الخطابات كتبت من المنظومة الإعلامية في حركة حماس، وخلال هذه الحرب اغتيل العديد من المنظومة العسكرية، ولكن لم ينهار الجهاز العسكري ولم يرفع الراية.
وأشار الرقب، إلى أن بالطبع هناك محاولات للوصول لصفقة وقف إطلاق النار، ولكن الاحتلال لا ينتظر ذلك، ولكننا نتنظر إلى الجانب الأخر وهي الولايات المتحدة الأمريكية، في أن تصل لإقتراج شامل، وهي انتهاء الحرب، ولكن هذا لا=م يوجد في أجندة نتنياهو بشكل أو بأخر.
إعلان اغتيال أبو عبيدة
وفي تطور آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك، في بيان مشترك، الأحد، عن اغتيال المتحدث العسكري باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة.
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين
من جانبه، أكد وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، نجاح العملية العسكرية ضد أبو عبيدة، مؤكدا أن "أبو عبيدة" قد تم القضاء عليه. وكتب كاتس في تدوينة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي: "تم القضاء على أبو عبيدة، المتحدث باسم حماس في غزة، وأُرسل للقاء جميع أعضاء محور الشر المحبطين من إيران وغزة ولبنان واليمن في قاع الجحيم".
وأضاف: "قريبا، مع اشتداد الحملة على غزة، سيلتقي أبو عبيدة بمزيد من شركائه في الجريمة – قتلة ومغتصبي حماس".
وفي تصريح آخر، زعم الاحتلال الإسرائيلي أن شقيق المتحدث باسم كتائب القسام تم اعتقاله قبل عدة أشهر، وذلك للحصول على معلومات حول مواقع قيادات القسام.
تفاصيل عملية الاغتيال
وفي بيان صادر عن أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، تم الإعلان عن تفاصيل عملية اغتيال أبو عبيدة.
وأكد أدرعي- خلال تصريحات له، أن العملية تمت بالتنسيق بين جيش الاحتلال والشاباك، حيث تمت بفضل معلومات استخبارية دقيقة تم جمعها من قبل الشاباك وهيئة الاستخبارات التي ساعدت في تحديد مكان اختباء أبو عبيدة، المعروف أيضا بلقب حذيفة الكحلوت، قائد منظومة الدعاية في كتائب القسام.
وأشار أدرعي إلى أن العملية تم تنفيذها من غرفة العمليات التابعة لجهاز الشاباك، وهو ما يعكس التنسيق العالي بين مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وأضاف: "جيش الدفاع سيواصل العمل ضد المنظمات في قطاع غزة، بهدف إزالة أي تهديد على مواطني إسرائيل."
ماذا حدث في "الكابينت"؟
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أعلن عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي عن اغتيال أبو عبيدة، المتحدث باسم "كتائب القسام".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد صرح في وقت سابق، أن جيش الاحتلال استهدف أبو عبيدة، مشيرا إلى أنهم في انتظار النتائج.
وقال نتنياهو خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر (الكابينت): "نحن ننتظر النتائج. لاحظت أن إعلان حماس تأخر قليلا، يبدو أنه لا يوجد لديهم من يُطلعنا على هذا الأمر".
وأضاف نتنياهو: "هذه ليست سوى البداية، ومن يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا"، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أن مصير أبو عبيدة لا يزال غير معروف، مرجحا أن يكون قد أصيب بجروح خطيرة.
والجدير بالذكر، أن العمليات العسكرية تصاعدت في قطاع غزة، وسط ارتفاع مستمر في حصيلة الشهداء والجرحى، فيما يتواصل التصعيد السياسي والعسكري الإسرائيلي، مع إعلان الجيش عن مقتل أحد أبرز القادة العسكريين لحركة حماس، في خطوة قد تساهم في تصعيد المعركة العسكرية في الأيام المقبلة.