هل الخسوف من علامات الساعة .. خسوف القمر آية من آيات الله فى الكون، ويتساءل الكثير بعد الإعلان عن حدوث خسوف مساء اليوم الأحد، عن هل الخسوف من علامات الساعة؟ وسوف نوضح فى السطور التالية بعض المعلومات عن خسوف القمر.
هل الخسوف من علامات الساعات
سيظهر فى آخر الزمان عدة أمور تنذر باقتراب الساعة منها الخسوفات الثلاثة التى أخبرنا بها النبي، والتى يعتقد البعض انها خسوف للقمر ولكن هذا غير صحيح.
جاء فى صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ. قالَ شُعْبَةُ: وَحدَّثَني عبدُ العَزِيزِ بنُ رُفَيْعٍ، عن أَبِي الطُّفَيْلِ، عن أَبِي سَرِيحَةَ، مِثْلَ ذلكَ، لا يَذْكُرُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ في البَحْرِ. وفي روايةٍ: كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ تَحْتَهَا نَتَحَدَّثُ، وَسَاقَ الحَدِيثَ بمِثْلِهِ. قالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قالَ: تَنْزِلُ معهُمْ إذَا نَزَلُوا، وَتَقِيلُ معهُمْ حَيْثُ قالوا.
ذكر هنا فى الحديث: الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
والخَسْفُ هنا هو الذَّهابُ والغِيابُ في باطنِ الأرضِ، كما حدَث لقارونَ ، ولعلَّ هذه الخُسوفَ الثَّلاثةَ لم تَقَعْ إلى الآنَ، واللهُ أعلمُ.
هل كثرة خسوف القمر من علامات الساعة وقرب يوم القيامة؟
فلم يثبت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن تكرار خسوف القمر من علامات الساعة الصغرى أو الكبرى، والحديث النبوي السابق لم يذكر أن كثرة الخسوف علامة من علامات يوم القيامة الكبرى.
هل خسوف القمر من علامات الساعة
وقالت دار الإفتاء المصرية إن الخسوف أو الكسوف آية من آيات الله في الكون ولا يعدُّ وقوع أحدهما علامة على شيء كما لا يعد وقوع أحدهما مرتبطًا بوقوع حادث أو توقع مكروه في المستقبل؛ بل إن وقوعهما أحد أسباب اللجوء إلى الله تعالى؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أنه صَلَّى بأهل البصرة في خُسُوف القمر ركعتين، وقال: «إِنَّمَا صَلَّيْتُ لِأَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، وَقَالَ: إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا خَاسِفًا فَلْيَكُنْ فَزَعُكُمْ إِلَى اللهِ تَعَالَى» أخرجه الشافعي في "المسند".
حدوث الخسوف من الظواهر الكونية، وسبب لقيام المخلوق في ظروف استثنائية لعبادة الله خالق كل شيء، والرجوع إليه والخوف منه والصلاة والاستغفار والذكر والدعاء.
ظاهرة خسوف القمر
قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن ظاهرة خسوف القمر وقعت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم - وصادف ذلك وفاة ابنه إبراهيم، حتى قال الناس (إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم) فرد النبي قائلًا (إن الشمس والقمر لا يٌخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا).
وأضاف علي فخر، في تصريح له، أن الكسوف والخسوف هما آيتان من الله سبحانه وتعالى، أراد الله بهما أن ينبه الناس لمشاهد يوم القيامة، وذلك لأن الناس قد اعتادت أن الشمس هي الشمس والقمر هو القمر، فأراد الله أن ينبه الناس ويذكرهم بأن مقاليد الأمور بيده وأنه إذا أراد أن يغير ما اعتاد الناس عليه فله ذلك وهو على كل شئ قدير.
وأشار إلى أن النبي الكريم علمنا أنه إذا رأى الناس الكسوف أو الخسوف إنما يلجأون جميعا إلى الصلاة ويقيمون الصلاة حتى ينتهي الكسوف أو الخسوف ويتضرعون إلى الله بالدعاء حتى تنجلي هذه الظاهرة.
سنن الرسول عند خسوف القمر
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على فعل عدة أمور عند الخسوف وهى:
أولاً:صلاة الخسوف
نؤدى صلاة الخسوف وينادى على صلاتها بقول: «الصلاة جامعة»، ولا يؤذَّن لـصلاة الخسوف؛ لأن الأذان يكون للصلوات المفروضة.
ثانيًا: الصدقة
لقول السيدة عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا، وَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ: إِنْ مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ».رواه البخاري (1044) ومسلم (901).
ثالثًا: الدعاء
جاء عن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قال: «انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ» رواه البخاري (1061) ومسلم (915).
رابعًا: ذكر الله
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ وَقَالَ هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ» رواه البخاري (1059) ومسلم (912).
خامسًا: التعوذ بالله من عذاب القبر
سَأَلَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَيُعَذَّبُ النَّاس.. ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا فَخَسَفَتْ الشَّمْسُ فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الْحُجَرِ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَقَامَ النَّاس وَرَاءَهُ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ….وَانْصَرَفَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» رواه البخاري (1050) ومسلم (903).
كيفية صلاة خسوف القمر
يكبر تكبيرة الإحرام
ويستفتح بدعاء الاستفتاح
ويستعيذ ويبسمل
ويقرأ الفاتحة، ثم سورة البقرة أو قدرها في الطول
ثم يركع ركوعًا طويلًا فيسبح قدر مائة آية
ثم يرفع من ركوعه فيسبح ويحمد في اعتداله
ثم يقرأ الفاتحة وسورةً دون القراءة الأولى؛ كآل عمران أو قدرها
ثم يركع فيطيل الركوع وهو دون الركوع الأول
ثم يرفع من الركوع فيسبح ويحمد ولا يطيل الاعتدال
ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل الجلوس بين السجدتين
ثم يقوم إلى الركعة الثانية، فيفعل مثل ذلك المذكور في الركعة الأولى من الركوعين وغيرهما، لكن يكون دون الأول في الطول في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.
ماذا يقرأ فى خسوف القمر
يقرأ الفاتحة، ثم سورة البقرة أو قدرها في الطول
ويجهر بالقراءة في خسوف القمر؛ لأنها صلاة ليلية، ولا يجهر في صلاة كسوف الشمس؛ لأنها نهارية.
(لا يشترط قراءة سورة البقرة وآل عمران ويمكن قراءة ما يتيسر لك ولكن الأكمل قراءتهما).