في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل وتزايد الانتهاكات بحق الدول العربية، عاد الحديث بقوة عن فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة كخيار استراتيجي لحماية الأمن القومي للمنطقة.
وفي هذا السياق، أكد الخبير السياسي هاني سليمان أن التطورات الأخيرة، وعلى رأسها استهداف إسرائيل لدولة قطر، تمثل نقطة تحول خطيرة تستوجب تحركًا عربيًا عاجلًا، مشددًا على أن تشكيل قوة عربية موحدة لم يعد خيارًا قابلًا للتأجيل، بل ضرورة وجودية في مواجهة التحديات الراهنة
هاني سليمان: استهداف قطر نقطة تحول خطيرة تؤكد حتمية تشكيل قوة عربية موحدة
قال هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن قوة عربية مشتركة لم يعد ترفًا سياسيًا، بل بات ضرورة ملحة لمواجهة التعقيدات الراهنة والتعنت الإسرائيلي المتصاعد.
وأكد أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء عبر جرائم التهجير القسري وانتهاك سيادة دول عربية مثل سوريا ولبنان واليمن، معتبرًا أن استهداف قطر كان نقطة تحول خطيرة تمثل خرقًا لقواعد الأمن الخليجي.
وأوضح أن هذا التطور يعكس استخفاف إسرائيل بالعملية السياسية وتحديًا مباشرًا لسيادة الدول العربية وأمنها القومي.
وشدد على أن الدعم الأمريكي المفتوح لإسرائيل على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية يمنحها غطاءً كاملًا للاستمرار في الاعتداءات، خاصة في ظل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة بقيادة نتنياهو تروج لفكرة “إسرائيل الكبرى”.
واعتبر أن ما يجري حاليًا هو محاولة لاستغلال ما وصفه بـ”اللحظة الإسرائيلية”، بعد تقليص تهديدات حزب الله والميليشيات الإيرانية، لفرض واقع جديد عبر التمدد غير المسبوق في المنطقة.
وأشار إلى أن تشكيل قوة عربية موحدة أصبح أمرًا واجبًا وملحًا، مشددًا على أن التأجيل لم يعد ممكنًا في ظل المخاطر المحدقة.
ولفت إلى أن هذه القوة ستستمد ثقلها من التمثيل العادل للدول الأعضاء، مع الدور البارز لمصر نظرًا لعدد سكانها وقوة جيشها وخبرتها العسكرية، مما يمنحها رسوخًا ومصداقية.
وأكد أن الدعوة لتشكيل قوة عربية مشتركة ليست جديدة، إذ سبق أن طرحها الرئيس المصري منذ نحو ثماني سنوات، لكن الظروف الحالية تجعل من الضروري تفعيلها دون خلافات حول جوهرها.
وشدد على أن الاعتماد على العلاقات الدولية أو الحماية الأمريكية لم يعد كافيًا لضمان الأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تجاوزت كافة الخطوط الحمراء رغم علاقات بعض الدول العربية القوية بواشنطن.
وختم سليمان تصريحه بالتأكيد على أن البديل الحقيقي هو بناء هيكل عربي مستقل قادر على حماية المصالح العربية بعيدًا عن أي حسابات أو تكاليف باهظة مرتبطة بالحماية الخارجية.