قال الكاتب الصحفي أسامة الدليل، إن ما حدث عقب جلسة مجلس الأمن الأخيرة يمثل لحظة فارقة تكشفت فيها بجاحة الموقف الإسرائيلي، الذي خالف القانون الدولي بشكل سافر، دون أي اعتبار للمجتمع الدولي أو لشرعية الأمم المتحدة.
أسامة الدليل: القمة العربية الإسلامية في الدوحة جاءت ردًا على انتهاك سيادة قطر
وأوضح الدليل، خلال استضافته مع الإعلامية نانسي نور، ببرنامج "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن هناك مشهدين متوازيين يجب النظر إليهما بدقة لفهم قيمة وخطورة المرحلة.
وأشار إلى أن انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة لم يكن مجرد اجتماع تقليدي، بل جاء على خلفية انتهاك صارخ لسيادة دولة عربية ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، وهي قطر، مؤكدًا أن أي مساس بالسيادة الوطنية لأي دولة هو مس بالجغرافيا والكرامة الوطنية، وهو أمر لا يمكن لأي شعب أو دولة أن تقبله، مهما كانت التبريرات.
وأضاف: "الشعور الصعب الناتج عن انتهاك السيادة القطرية يُشبه المرارة التي شعرت بها الولايات المتحدة عقب أحداث 11 سبتمبر، والتي دفعتها إلى ردود فعل جنونية في أفغانستان والعراق، هذا ليس مشهدًا مبالغًا فيه، بل هو رد فعل منطقي على انتهاك السيادة في أي مكان بالعالم."
وأفاد بأن قطر، في مواجهة هذا الاعتداء، استدعت محيطها العربي، وعملت على توحيد الصفوف عبر القمة العربية الإسلامية، التي يمكن اعتبارها محاولة لإعادة إحياء الروح القومية والعربية في مواجهة التحديات.
وفي المقابل، لفت الدليل إلى أن المشهد الموازي يتمثل في الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، والتي وقف خلالها إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند حائط البراق، وأعلن خلالها دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل.
وقال الدليل: "روبيو أكد بشكل واضح أنهم لا يعترضون على ضم الضفة الغربية، وأنهم مع إسرائيل حتى النهاية، بل وأنه لا يعترف بوجود شيء اسمه 'حماس'، في حين أن العملية البرية على غزة قد تبدأ خلال ساعات، وسط دعم أمريكي كامل."
وأكد أسامة الدليل أن المقارنة بين هذين المشهدين – قمة الدوحة العربية الإسلامية من جهة، والدعم الأمريكي لإسرائيل من جهة أخرى – تكشف حجم التحدي وخطورة اللحظة.