تسبب خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن خطر "العزلة الاقتصادية" المتوقع على إسرائيل بعد الحرب في تذبذب حاد بأسواق المال الإسرائيلية اليوم الاثنين، إذ انخفضت المؤشرات الرئيسية بأكثر من 2% فور إلقاء الخطاب قبل أن تهدأ الخسائر وتغلق البورصة بانخفاضات متفاوتة.
وبعد دقائق من كلمة نتنياهو التي اعترف فيها بأن إسرائيل “تدخل في عزلة سياسية” وأنها ستحتاج لأن تكون “أسبارطةً عظيمة” للتكيّف مع "اقتصاد يُظهر علامات الاكتفاء الذاتي"، هوت بعض المؤشرات بأكثر من درجتين مئويتين، ومع مرور جلسة التداول تقلصت حدة الانهيار، ليغلق السوق على خسائر أخف نسبياً:
مؤشر تل أبيب 35: تراجع بنسبة 0.2%.
مؤشر تل أبيب 90: تراجع بنسبة 1.3%.
مؤشر تل أبيب 125: تراجع بنسبة 0.5%.
وشهدت القطاعات الحساسة تحركات أقوى، حيث انخفض مؤشر النفط والغاز بنحو 2%، ومؤشر العقارات 1.4%، ومؤشر التأمين 1.3%.
أما الأسهم الفردية فكانت من بين الأكثر تراجعا.. شركة بيت شيمش للمحركات هبطت 4.2%، ونكست فيجن 3.3%، وإسرامكو 2.6%، ونيومد 2.4%، وإنيرجيان 2.2%، ومجموعة ديليك 2.1%.
ردود فعل اقتصادية واجتماعية قوية
وأثار خطاب نتنياهو موجة قلق في أوساط الاقتصاديين ورجال الصناعة، الذين حذّروا من أن الانعزال التجاري والدبلوماسي سيقوّض قاطرة الصادرات والابتكار التي تقوم عليها اقتصادات إسرائيل.
وجاء رد منتدى مبادِري رسالة الاقتصاديين الإسرائيليين، الذي نشر سابقا تحذيرات من استمرار القتال في غزة، منتقدا خطاب رئيس الوزراء واصفا إياه بأنه اعتراف بخطأ استراتيجي يقود البلاد إلى “دمار وخراب الاقتصاد والأمن”.
وكتب المنتدى أن نتنياهو “يعتمد على جمهور متشدد بدل الاستناد إلى الخبراء والمسؤولين الأمنيين والمختصين”.
من جانبه، قال رئيس جمعية الصناعيين الإسرائيليين، الدكتور رون تومر، إن خطاب نتنياهو يعكس مخاوف القطاع الصناعي من تآكل سمعة إسرائيل في الأسواق العالمية.
وأضاف أن تحويل الاقتصاد إلى “اقتصاد مكتفي ذاتيا” سيكون كارثة تؤثر في مستوى المعيشة وتضعف قدرة الصناعة على النمو والتصدير، مؤكدا على ضرورة توسيع الاتفاقيات التجارية والحفاظ على ثقة المستثمرين.
كما أعرب منتدى التكنولوجيا المتقدمة، الذي يضم قادة قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، عن خشيته من تسبّب العزلة في تآكل قدرات القطاع التكنولوجي المتقدم، مشددا على أن هذا القطاع لا يقوم إلا على الاندماج بالأسواق العالمية والثقة الدولية.
على الجهة السياسية، شن عضو الكنيست فلاديمير بيلياك (يش عتيد) هجوماً لاذعاً على نتنياهو، واصفاً التصريحات بأنها "جنونية".
وندّد بما اعتبره سياسات تقود إلى تدهور مستوى المعيشة، داعياً إلى إسقاط الحكومة عبر الآليات القانونية والديمقراطية.
ما الذي يعنيه ذلك للسوق؟
خلاصة تعامل الأسواق مع خطاب نتنياهو تشير إلى حساسية المستثمرين لأي إشارات قد تؤدي إلى تآكل الشراكات التجارية أو عزلة دبلوماسية تُضعف الصادرات والاستثمار الأجنبي، والانخفاض الحاد الفوري ثم تراجع الخسائر عند الإغلاق يعكسان في آن واحد الذعر اللحظي أمام الخبر السياسي من جهة، ومقاومة السوق الجزئية المدفوعة بعوامل أساسية من جهة أخرى.
ويشير المراقبون إلى أن استمرار التوتر السياسي والعسكري وإطالة أمد الصراع سيبقيان ضغوطًا على أسواق رأس المال، وقد يدفعان المستثمرين لإعادة تقييم مخاطر الأصول الإسرائيلية خصوصًا في القطاعات المعرضة لانكشاف التصدير والشراكات الدولية مثل التكنولوجيا، الطاقة، والصناعات التحويلية.