قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. تاريخ خالد يضيء حاضر الوطن

رحلة العائلة المقدسة
رحلة العائلة المقدسة

تحتفظ مصر بذكرى فريدة لا يشاركها فيها أي بلد في العالم، وهي استقبالها لـ العائلة المقدسة (السيدة العذراء مريم، والطفل يسوع، والقديس يوسف النجار)، عند هروبهم من بطش هيرودس الملك في القرن الأول الميلادي. 

لتصبح أرض مصر شاهدة على مسيرة مقدسة امتدت لما يقارب 3 سنوات و11 شهرا، مرت خلالها العائلة بأكثر من 25 موضعا من سيناء حتى أقاصي الصعيد.

العائلة المقدسة 

محطات بارزة 

وبدأت الرحلة من شمال سيناء عبر العريش والفرما، ثم واصلت العائلة طريقها إلى بلبيس بمحافظة الشرقية حيث استراحت تحت شجرة ما زال يطلق عليها "شجرة العذراء".

وفي مسطرد (المحطة الثانية بالقاهرة) تفجرت عين ماء لا تزال تذكر حتى اليوم، ثم عبرت إلى المطرية حيث زرعت السيدة العذراء شجرة "البلسم" الشهيرة، التي ارتبطت فيما بعد بصناعة الميرون المقدس.

ومن هناك اتجهت الرحلة إلى مصر القديمة حيث مغارة أبي سرجة الشهيرة بكنيسة مارجرجس، ثم المعادي حيث عبرت العائلة المقدسة نهر النيل، ولا يزال السلم الحجري الذي نزلت منه محفوظا حتى اليوم بكنيسة السيدة العذراء بالمعادي.

أما في صعيد مصر، فقد مرت العائلة بـ دير الجرنوس بالمنيا، ثم جبل الطير، وبعدها دير المحرق الذي يُعرف بـ "القدس الثاني" حيث أقامت العائلة أطول فترة، وصولا إلى جبل درنكة بأسيوط، آخر محطات الرحلة المقدسة قبل عودتها إلى أرض فلسطين.

العائلة المقدسة 

إحياء مسار العائلة

فلم تتوقف رحلة العائلة المقدسة عند كونها ذكرى روحية وتاريخية، بل أصبحت اليوم مشروعا وطنيا وسياحيا ضخما، فقد أدرج الفاتيكان المسار على قائمة الحج الديني العالمي، بينما تعمل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الكنيسة القبطية على تطوير كل المحطات وإعادة إحياء التراث المصاحب لها.

تم بالفعل الانتهاء من رفع كفاءة عدد من المواقع مثل:

  • منطقة شجرة مريم بالمطرية وتطوير الساحة المحيطة بها.
  • تجهيز كنيسة أبي سرجة بمصر القديمة كمزار عالمي.
  • ترميم كنيسة العذراء بجبل الطير بالمنيا.
  • تحسين الطرق المؤدية إلى دير درنكة بأسيوط ليستقبل الزوار المحليين والسائحين من مختلف الجنسيات.
العائلة المقدسة 

رحلة تجمع الماضي بالحاضر

رحلة العائلة المقدسة لم تكن مجرد هروب من اضطهاد، بل تحولت إلى رسالة حب وسلام، فهي قصة وطن احتضن الطفل يسوع وأمه وظلت معالمها قائمة حتى اليوم لتشهد على عمق الروحانية التي تحملها أرض مصر.

واليوم بينما يعاد إحياء هذا المسار التاريخي يتحول من مجرد تراث قبطي إلى مشروع قومي يفتح أبواب التنمية السياحية والاقتصادية ويعيد لمصر مكانتها كأرض مقدسة يقصدها المؤمنون من شتى أنحاء العالم.