تصاعدت حصيلة الضحايا في إقليم دارفور غربي السودان، اليوم الجمعة، جراء هجمات دامية شنتها ميليشيا الدعم السريع، التي استهدفت مواقع مدنية من بينها مخيمات للنازحين ومساجد في مدينة الفاشر، ما أسفر عن مقتل العشرات.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر إغاثي سوداني أن 75 شخصاً لقوا حتفهم في قصف نفذته ميليشيا الدعم السريع على مخيم للنازحين بدارفور.
وفي حصيلة موازية، أكد مصدر طبي أن 30 مدنياً قتلوا أثناء أداء صلاة الفجر بعد استهدافهم بطائرة مسيرة تابعة للدعم السريع في مدينة الفاشر.
كما أعلنت شبكة أطباء السودان أن 42 شخصاً آخرين قضوا داخل مسجد بالفاشر عقب استهدافهم بالمسيرة ذاتها، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للضحايا إلى ما يفوق المئة قتيل خلال ساعات قليلة فقط.
وتأتي هذه المجازر في وقت تعاني فيه مدينة الفاشر حصاراً خانقاً منذ أشهر، وسط تحذيرات منظمات إنسانية من كارثة وشيكة، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء وتدهور الأوضاع الصحية والأمنية.
ويعد الهجوم الأخير جزءاً من سلسلة عمليات استهدفت المدنيين في الإقليم، حيث تتهم منظمات حقوقية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فيما يواصل المجتمع الدولي دعواته المتكررة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، دون نتائج ملموسة على الأرض.
ويعيد هذا التصعيد المأساوي إلى الأذهان سنوات الحرب الأهلية في دارفور مطلع الألفية، حين قتل مئات الآلاف ونزح الملايين، ما يثير مخاوف من انزلاق السودان مجدداً إلى موجة أوسع من العنف والانقسام الأهلي.