لا يزال الإعلامي عمرو أديب يثير الاهتمام بتعليقاته التي تحمل طابعاً ساخراً أحياناً، وجاداً أحياناً أخرى، عبر برنامجه الشهير "الحكاية" المذاع على قناة "إم بي سي مصر".
وخلال برنامج “ الحكاية ”، تناول أديب قضية الآثار المصرية، لافتاً إلى أهمية انتقال مقتنيات الملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أحد أبرز المشروعات الثقافية والحضارية في مصر خلال العقود الأخيرة.
توت عنخ آمون.. كنز لا يقدر بثمن
قال أديب إن وجود مقتنيات الفرعون الذهبي في مكانها الجديد، المتحف الكبير، كان خطوة تاريخية في مسيرة الحفاظ على الآثار المصرية.
وأضاف ساخراً: "الحمد لله إن توت عنخ آمون اتنقل المتحف الكبير.. ده كان جاب نص مليون جنيه مثلاً لو كان في مكانه القديم"، في إشارة إلى القيمة غير العادلة التي كانت تُقدّر بها مقتنيات تاريخية عظيمة.
مقارنة بين الماضي والحاضر
أوضح الإعلامي أن مصر اليوم لم تعد تتعامل مع آثارها بمنطق ضيق أو محدود، بل أصبحت تسعى لتسويق تراثها الحضاري على مستوى عالمي. ولفت إلى أن وجود توت عنخ آمون في المتحف الكبير يمنحه قيمة سياحية واقتصادية تفوق أضعاف ما كان يمكن تحقيقه في مقره السابق.
المتحف الكبير.. صرح ينتظر الافتتاح
شدد أديب على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى لعرض الآثار، بل مشروع قومي ضخم سيغير خريطة السياحة في مصر. وتوقع أن يصبح المتحف، بعد افتتاحه الرسمي، وجهة رئيسية لعشاق التاريخ من مختلف أنحاء العالم.
القيمة الاقتصادية للآثار المصرية
أشار أديب إلى أن التعامل مع الآثار يجب أن يتجاوز حدود الحماية والتأمين، ليصل إلى كيفية استثمارها اقتصادياً وسياحياً. وضرب مثالاً بتوت عنخ آمون الذي يمثل، على حد وصفه، "ماركة عالمية" قادرة على جذب ملايين السياح.
أديب ينتقد ضعف التقدير السابق
انتقد الإعلامي الفترات الماضية التي لم تُستثمر فيها الكنوز الأثرية بالشكل الأمثل، مؤكداً أن بعض القطع كانت تُعامل وكأنها "معروضات عادية"، رغم أن قيمتها تساوي مليارات الدولارات في السوق العالمية لو قورنت بما تعرضه المتاحف الكبرى بالخارج.
حماية الهوية المصرية
اعتبر أديب أن الحفاظ على آثار مصر لا يقتصر على حماية القطع الأثرية فقط، بل هو حفاظ على هوية الشعب المصري أمام العالم. وقال إن كل قطعة أثرية هي "وثيقة رسمية" تثبت عظمة الحضارة المصرية القديمة.
توت عنخ آمون.. أيقونة تجذب الأجيال
توقف أديب عند شخصية توت عنخ آمون تحديداً، مؤكداً أنه أصبح "أيقونة" يعرفها الصغير قبل الكبير، والمصري قبل الأجنبي.
وأضاف أن المتحف الكبير سيمنح الأجيال الجديدة فرصة للتعرف على هذا التراث بطريقة حديثة وتفاعلية.
السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة
وربط أديب بين نجاح السياحة الثقافية في مصر وبين الدور الذي تلعبه الدولة في تسويق المتحف الكبير ومقتنياته. وقال إن الترويج الجيد لافتتاح المتحف سيضع مصر في مقدمة الدول الجاذبة للسياحة الثقافية خلال السنوات المقبلة.
رسالة أمل للمصريين
اختتم أديب حديثه برسالة تفاؤل، قائلاً إن مصر تسير في الطريق الصحيح، وإن مشروع المتحف الكبير سيكون "هدية القرن" للعالم أجمع، وكنزاً حقيقياً للأجيال القادمة.