يتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يلقي أول خطاب له في ولايته الثانية أمام قادة العالم يوم الثلاثاء.
ويأتي ظهور ترامب في الأمم المتحدة في ظل عزلة متزايدة للولايات المتحدة، بعدما اختار حلفاء رئيسيون السير في اتجاه معاكس لموقف واشنطن وإسرائيل بشأن الدولة الفلسطينية.
خلال الأشهر الماضية، أطلق ترامب سلسلة من التخفيضات الواسعة في المساعدات الخارجية، أوقف بموجبها التمويل المخصص لوكالات الأمم المتحدة، في وقت تتفاقم فيه الأزمات الإنسانية عالميًا، وعلى رأسها المجاعة في غزة نتيجة الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
وتتجه الأنظار إلى نيويورك حيث تعقد فرنسا والمملكة العربية السعودية مؤتمرًا دوليًا لدعم حل الدولتين، يتوقع أن تعلن خلاله عشر دول، بينها بريطانيا وكندا وأستراليا وبلجيكا، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، لتنضم إلى أكثر من 140 دولة سبقتها في الخطوة ذاتها.
هذا الموقف الدولي يضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع معظم شركائها التقليديين، بعد أن كانت من بين عشر دول فقط عارضت القرار الأممي الداعم للمؤتمر.
في المقابل، لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإجراءات رد قاسية قد تشمل ضم أجزاء من الضفة الغربية، معتبرًا الاعتراف "مكافأةً للإرهاب"، ومؤكدًا أن الدولة الفلسطينية "لن تقوم غرب نهر الأردن".
ورغم التحذيرات الأمريكية من أن الاعتراف قد "يقوّض المفاوضات" ويعزز موقع حماس، مضت عواصم غربية في الإعلان، ما عكس اتساع الهوة بين الموقفين الأوروبي والأمريكي.
في موازاة ذلك، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة للسماح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بإلقاء كلمة افتراضية، بعد أن رفضت إدارة ترامب منحه تأشيرة دخول.
القرار، الذي حظي بتأييد 145 دولة، شكل صفعة دبلوماسية لواشنطن وتل أبيب، اللتين عارضتا بشدة مشاركة عباس.
وعلى هامش أعمال الجمعية، يُنتظر أن يعقد ترامب لقاءات ثنائية، أبرزها مع نتنياهو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة الضمانات الأمنية بعد الحرب، إضافة إلى لقاء مرتقب مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يسعى لحشد دعم لإعادة إعمار بلاده.
كما سيطرح الملف النووي الإيراني بقوة، مع تحركات أوروبية لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران.
في وقت ينشغل فيه ترامب بملفات غزة وفلسطين وإيران وأوكرانيا، يجد نفسه أمام مشهد دولي معقد، حيث يتزايد الاعتراف بفلسطين، فيما تتعمّق عزلة الولايات المتحدة عن حلفائها التاريخيين.