قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

على كرسي متحرك.. حكاية معمرة فلسطينية تتجاوز 100 عام تجتاز طرق الموت هربا من القصف

المعمرة الفلسطينية "جازية"
المعمرة الفلسطينية "جازية"

في قلب المأساة التي يعيشها قطاع غزة، تطلّ قصة إنسانية تختصر حجم الألم والصمود في آن واحد. إنها قصة "جازية"، امرأة فلسطينية تجاوز عمرها المئة عام، لم يمنعها جسدها الضعيف ولا قسوة الطريق من خوض رحلة نزوح قاسية بحثًا عن النجاة. جلست على كرسي معدني متحرك، تسير فوق طرق مدمرة تركت آثارها على جسدها، بينما القصف والمجازر الإسرائيلية تحاصر كل من بقي في القطاع.

رحلة نزوح محفوفة بالقسوة

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن جازية اضطرت للنزوح قسرًا نحو جنوب قطاع غزة. في منشور على صفحتها عبر "فيسبوك"، قالت الوكالة إن هذه السيدة العجوز لم تفقد الأمل رغم ما مرت به، وكل ما تتمناه هو أن يعيش أطفال ابنها في سلام وأمان.

جازية وصفت رحلتها المؤلمة بقولها: "كنت جالسة على كرسي معدني متحرك على طول طريق مدمر، وكل متر عبرته يترك بصمته على جسدي الضعيف". كلماتها تعكس صورة مكثفة لمعاناة النزوح، حيث يتحول كل متر من الطريق إلى معركة بقاء.

نزوح جماعي تحت النار

رغم تمسك آلاف الفلسطينيين بالبقاء في منازلهم، إلا أن مئات الآلاف اضطروا للفرار هربًا من القصف الإسرائيلي العنيف والدعوات المستمرة للإخلاء. ويواصل الغزيون التوجه نحو منطقة المواصي الساحلية باعتبارها من المناطق الأقل استهدافًا، لكن حتى هناك لا يجدون سوى مزيد من المعاناة.

جوع ومعاناة إنسانية خانقة

النازحون يعيشون أوضاعًا إنسانية متردية، أبرزها النقص الحاد في الغذاء والمياه. ساعات طويلة يقضيها الرجال والنساء والأطفال في طوابير أمام المطابخ الخيرية، في انتظار وجبة بسيطة بالكاد تكفي لسد رمق أسرهم. في ظل هذا المشهد، تصبح الحياة اليومية صراعًا مريرًا مع الجوع والخوف وانعدام الأمان.

جازية.. وجه غزة الذي لا ينكسر

قصة جازية ليست مجرد حكاية عن نزوح امرأة مسنة، بل هي صورة تختصر معاناة شعب بأكمله. هي شهادة على قسوة الحرب، لكنها أيضًا مرآة لصمود إنساني لا ينكسر. وبينما تستمر المأساة في غزة، تبقى كلماتها وأمنيتها البسيطة بأن يعيش أحفادها في سلام، صرخة في وجه عالم يتجاهل جراح الفلسطينيين.