قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أكبر مسطح مائي في العالم مهدد بالجفاف وسط تحذير العلماء.. ما القصة؟

جفاف
جفاف

خطر مرتقب يواجه بحر قزوين، الذي يعد أكبر مسطح مائي داخلي في العالم، ورمزاً للعديد من الجوانب الجغرافية والبيئية في آسيا الوسطى. 

ومع ذلك، يواجه هذا البحر أكبر أزمة في تاريخه، حيث يتقلص بشكل متسارع بسبب العديد من العوامل البيئية. فقد انخفض منسوب المياه إلى أقل من -29 متراً، وهو أدنى مستوى مسجل له، وفقاً لمعهد أبحاث مصايد أسماك بحر قزوين.

تفاصيل أزمة بحر قزوين

تُظهر الأبحاث الحديثة، أن الأزمة التي تتشكل منذ عقود قد تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ومن المحتمل أن ينخفض مستوى المياه في بحر قزوين بمقدار يصل إلى 18 متراً بحلول نهاية القرن، وذلك بناءً على سيناريوهات الانبعاثات العالمية. 

ومع ارتفاع معتدل في درجات الحرارة، سيكون هناك انخفاض يتراوح بين 8 و10 أمتار، مما سيؤدي إلى استنزاف مساحات شاسعة من الحوض الشمالي.

لا يقتصر انكماش البحر على العمليات البشرية مثل تحويلات المياه، كما كان الحال في بحر آرال، بل إن العامل الرئيسي هو ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على التبخر. 

يتحدث الباحثون عن "نقطة تحول هيدرولوجية"، حيث يتجاوز التبخر معدل هطول الأمطار وتدفق الأنهار، وخاصةً مياه نهر الفولجا، الذي يُسهم بنسبة 80% من المياه العذبة إلى البحر.

تداعيات أزمة بحر قزوين 

مع تراجع بحر قزوين، تمتد آثاره السلبية إلى الدول المحيطة به مثل كازاخستان وروسيا وأذربيجان وإيران وتركمانستان. وتتعرض مرافق الموانئ في أكتاو وباكو لعزلة، مما يجبر الشركات على حفر قنوات أطول للحفاظ على إمكانية الوصول إلى منصات النفط والغاز البحرية. 

كما أن قناة فولجا-دون، التي تمثل الرابط البحري الوحيد بين بحر قزوين والبحر الأسود، تواجه الآن مشاكل في الملاحة، مما يُهدد ما يُعرف بالممر الأوسط، وهو طريق تجاري استراتيجي بين الصين وأوروبا.

وتشير الدكتورة نيجار بيراموفا، خبيرة السياسات المائية، إلى أن الأمر لا يقتصر على التغير المناخي فقط، بل يرتبط أيضاً بالجغرافيا السياسية، حيث يمثل بحر قزوين عنصراً حيوياً للتجارة وأمن الطاقة في المنطقة، واختفاؤه قد يُعيد تشكيل التوجهات الاقتصادية.

ما مصير بحر قزوين؟

يُعتبر جفاف بحر قزوين بمثابة مؤشر لمستقبل أنظمة المياه الداخلية في جميع أنحاء العالم. يقارن الباحثون بين وضعه الحالي والأزمات المائية في بحيرة تشاد وبحيرة الملح الكبرى وبحيرة تيتيكاكا. 

تُظهر التوقعات أن الأحواض الداخلية، التي لا تتدفق منها مياه، هي الأكثر حساسية للتغيرات المناخية. إذا لم تتخذ إجراءات حادة لخفض الانبعاثات، فقد يؤدي الاحتباس الحراري إلى انحدار نهائي لمستوى سطح البحر.

وبحسب العلماء، تُشير جميع هذه التطورات إلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة للحفاظ على المحيطات والبحار، ليس فقط لمصلحة البلدان المطلة عليها، ولكن أيضاً للمصلحة العامة، حيث أن التغيرات المناخية تؤثر على جميع الدول بشكل متزايد.