كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤول أميركي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يبد قناعة بالخطة الأميركية الخاصة بمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، رغم الجهود المكثفة التي يبذلها البيت الأبيض لبلورة تسوية تنهي الحرب المستمرة منذ عامين.
وبحسب الصحيفة، تتضمن الخطة الأميركية تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير رئيسًا لهيئة مؤقتة تعرف باسم "السلطة الانتقالية الدولية في غزة"، تتولى تسيير شؤون القطاع والإشراف على إعادة إعماره. كما تشمل الخطة تشكيل قوة أمنية بقيادة عربية تضم عناصر فلسطينية إلى جانب قوات من دول عربية وإسلامية، لتأمين الحدود وضبط الأوضاع الميدانية.
لكن نتنياهو، وفق المصدر الأميركي، لا يزال متشككًا حيال إمكانية تشكيل مثل هذه القوة الأمنية، ويطرح تساؤلات حول طبيعة دورها ومدى توافقها مع أولويات إسرائيل الأمنية. هذا التردد يعكس التباين القائم بين الرؤية الأميركية التي تسعى لتخفيف القبضة العسكرية الإسرائيلية على غزة، والموقف الإسرائيلي الذي يصر على الاحتفاظ بزمام السيطرة الأمنية.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد أشارت في وقت سابق إلى أن بلير عاد بقوة إلى الواجهة عبر خطة أميركية ـ بريطانية بدعم من جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، وأن الخطة المطروحة لا تتضمن في مرحلتها الأولى إشراك السلطة الفلسطينية بشكل كامل، بل تنص على تهميشها مؤقتًا.
وتأتي هذه الجهود بعد أن قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، خطة من 21 بندًا لقادة عرب ومسلمين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تضمنت وقف إطلاق النار، انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، إضافة إلى توفير تمويل عربي ـ إسلامي لإعادة إعمار غزة.
ورغم التفاؤل الذي عبر عنه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإمكانية تحقيق "إنجاز وشيك"، فإن الموقف المتحفظ لنتنياهو يهدد بتعطيل مساعي واشنطن، خصوصًا مع الشروط التي وضعها قادة عرب لدعم الخطة، والتي تشمل وقف الاستيطان وعدم المساس بالمسجد الأقصى.