قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هند عصام تكتب: الملك بسوسنس الأول

الكاتبة الصحفية/ هند عصام
الكاتبة الصحفية/ هند عصام

فى الحديث عن تاريخ مصر الفرعونية القديمة اتضح أن لكل نهاية بداية جديدة تفتح لنا الحديث عن ملك أخرى ولذلك فإن عظمة هذه الحضارة لن تنتهي ابداً ، فقد اختاتمنا مقدمة مقال الأسبوع الماضي  بهذه الجملة (اليوم الابن وغدا الأب ) لذلك جاء دور الحديث عن الأب .

فمن هو والد الملك صاحب الأسورة المسروقة فقد علمنا أنه الملك بسوسنس الأول لذلك هيا بنا نأخدكم فى جولة عبر التاريخ نعلم فيها من هو .

الملك بسوسنس الأول هو ثالث ملوك الأسرة الحادية والعشرين، أي أنه عاش بين عامى  1039إلى 990 قبل الميلاد، وحكم مصر من تانيس في شرق الدلتا وقام بحماية الحدود المصرية ضد أي هجوم أجنبي، وقد بنى بسوسنس معبدا لثالوث طيبة، في تانيس، وقصورا ملكية، بالإضافة إلى مقبرته الملكية الثرية، وكان ثالوث طيبة يتكون من الرب أمون وزوجته موط وابنهم خونسو.

وقد عرف العالم على الفرعون بسوسنس الأول بعد اكتشاف مقبرته من قبل الفرنسي البروفيسور بيير مونتيه في سنة 1940م والتي وجدت بكامل كنوزها ولم تتعرض للنهب، وبسبب كمية الفضة التي عثر عليها بمقبرته سمي بالفرعون الفضي. 

وكان هذا الاكتشاف سيشكل حدثا هاما مثل حدث اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون لولا أن توقيت هذا الاكتشاف كان على أعتاب الحرب العالمية الثانية فلم ينل التغطية والاهتمام كما حدث عند اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
 
و ارتبط اسم هذا الملك بكنوزه الفريدة وقصته الاستثنائية التي ألقت الضوء على فترة مميزة من التاريخ المصري، تُعرف بالفترة الانتقالية الثالثة.

و يُذكر بسوسنس الأول كملك بارز حكم من العاصمة تانيس في الدلتا، تاركًا وراءه مقبرة رائعة تحمل كنوزًا لا تُضاهى. ومن بين هذه الكنوز، يأتي "سوار الملك بسوسنس الأول" كتحفة فنية مبهرة تعكس روعة الفن والصناعة في عصره.

وُلد الملك بسوسنس الأول خلال فترة شهدت مصر فيها تغيرات سياسية ودينية جذرية. كانت الأسرة الحادية والعشرون  تُعرف بأنها بداية الفترة الانتقالية الثالثة، حيث انقسمت السلطة بين شمال البلاد وجنوبها. حكم الكهنة في طيبة (الأقصر) جنوب مصر، بينما كانت تانيس (صان الحجر) عاصمة الشمال، حيث استقر بسوسنس الأول. ورغم هذا الانقسام، استطاع بسوسنس أن يثبت نفوذه ويوطد حكمه في الشمال، محققًا استقرارًا نسبيًا في فترة اتسمت بالصراعات الداخلية.

و ركز بسوسنس الأول على إعادة بناء المعابد وترميم الآثار التي أصابها الإهمال خلال الفترات السابقة. شيد الملك معابد ضخمة في تانيس وخصصها للإله آمون رع، مما يعكس حرصه على تعزيز دور الدين في توحيد البلاد وتقوية شرعيته كفرعون. ومن أبرز أعماله العمرانية، مساهمته في تجديد المعابد التي كانت بمثابة مراكز للعبادة والاحتفالات الكبرى.

كما عُرف الملك  بسوسنس الأول من خلال مقبرته الملكية التي اكتشفها عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه في عام 1940 في مدينة تانيس، بمحافظة الشرقية. احتوت المقبرة على مجموعة مذهلة من الكنوز التي تنافس في روعتها كنوز الملك توت عنخ آمون. عُثر في المقبرة على توابيت مذهبة، وأقنعة جنازية رائعة، ومجوهرات ملكية تبرز مهارة الصناع المصريين القدماء.

و من بين هذه الكنوز التي وُجدت في مقبرة بسوسنس الأول، يُعد السوار الملكي أحد أروع القطع الفنية. هذا السوار مصنوع من الذهب الخالص، وهو مطعم بأحجار كريمة نادرة تشمل اللازورد الأزرق، الكارنيليان الأحمر، والفلدسبار الأخضر وهى عبارة عن تحفة فنية استثنائية.
يبلغ ارتفاع هذه السوار 7 سم، ويعكس جمال الألوان تداخلًا رائعًا بين المواد الطبيعية والتصميم الفني الدقيق.
كما أن  الأحجار الكريمة التي تتميز بها هذه الاسورة لها دلالة مثل اللازورد الذى  يُعتبر رمزًا للسمو الروحي والقوة الإلهية، وغالبًا ما كان يُستخدم في الحُلي الملكية بسبب ارتباطه بالآلهة.

و ايضا الكارنيليان وذلك  لارتباطه بالحياة والبعث، وكان يُعتقد أنه يمنح الحماية للطرف الذي يرتديه.

و الفلدسبار الأخضر والذى كان يمثل الخصوبة والطبيعةالمتجددة.

اما بالنسبة لأهميتها فيُعد هذا السوار شهادة حية على روعة الفنون والحرف اليدوية في عصر بسوسنس الأول. يعكس السوار ليس فقط المهارة التقنية للصناع، بل أيضًا القيمة الرمزية التي أُعطيت للمجوهرات الملكية في تلك الفترة.


ومن بين هذه الكنوز هناك قلادة في شكل الجعران المجنح، تخص الملك بسوسنس الأول، وقد حفر عليها التعويذة رقم ثلاثين من كتاب الموتى. والتي تدعو بألا يؤخذ قلب المتوفى من صاحبه، أو يعارضه أثناء المحاكمة في الحياة الأخرى. وقد عثر على أربع من هذه الدلايات على مومياء بسوسينس الأول.

وكان العنصر الأساسي في المجموعة، جعرانا كبيرا من حجر قاتم، مركب في إطار من ذهب، وله جناحان طويلان ضيقان، يغشيهما زجاج كثير الألوان. ويقوم الجعران على "شن"، علامة القوة الكونية، مطعمة بيشب بني اللون. أما اسم بسوسينس، وهو باسباخع إن نيوت مري آمون، بمعنى النجم المتلألئ في المدينة، حبيب آمون، فمكتوب في خرطوش. وأما سلسلة القلادة وثقالتها، فمؤلفة من خرزات من ذهب، ويشب أخضر وبني، وفلسبار سماوي.
أبعاد القلادة:
العرض : 15.5 سم
الطول : 86 سم
الارتفاع : 14.5 سم

بالنسبة لصفات الملك بسوسينس الجسدية بعد فحص الهيكل العظمي له تم معرفة صفاته الجسدية و منها أن طوله كان 166 سم ، وأنه كان قوي البنية ، ورأسه ضخم على جسده القصير ، وعينه اليمنى أعلى من عينه اليسرى ، وأنه توفي عن عمر 80 عاماً عندما كان معدل الأعمار في عصره هو 35 عاماً ، وقد وجد بعموده الفقري كسر عند الفقرة السابعة العليا شفي منه خلال حياته ، كما تم معرفة أنه عند وفاته كان يعاني من مرض الروماتيزم في الأنسجة الرابطة للعمود الفقري ، وكان فمه محدب.