علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، على المقترح الأمريكي بشأن إدارة قطاع غزة، مشددًا على أن هناك العديد من التساؤلات الجوهرية حول هذا الاقتراح، أبرزها: مدة استمرار الإدارة الدولية، وكيفية إدارة الصلاحيات، وإلى من ستُنقل السلطة بعد انتهاء الفترة المحددة.
وقال بوتين خلال جلسة منتدى "فالداي" الدولي: "بشأن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة، قد يكون مفاجئًا لكم، لكن روسيا مستعدة بشكل عام لدعمه، مع ضرورة دراسة التفاصيل بعناية، شرط أن يؤدي ذلك إلى الهدف النهائي الذي تحدثنا عنه دائمًا".
وأضاف أن روسيا لطالما دعت إلى حل الدولتين كمدخل أساسي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معربًا عن تفاؤله بظهور "بارقة أمل في نهاية النفق" رغم الصعوبات المستمرة في الشرق الأوسط.
وأشار الرئيس الروسي إلى مقترح إنشاء هيئة دولية لإدارة قطاع غزة مؤقتًا، برئاسة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وقال: "هو ليس معروفًا كصانع سلام كبير، لكنني أعرفه شخصيًا، وزرت منزله وبيت عائلته، وشربنا القهوة معًا في الصباح ونحن نرتدي البيجاما هو رجل ذو آراء خاصة وسياسي خبير، وإذا تم توجيه خبراته نحو مسار سلمي، يمكن أن يكون له دور إيجابي".
مع ذلك، شدد بوتين على وجود عدة أسئلة عاجلة حول الاقتراح، منها مدة استمرار الإدارة الدولية وكيفية نقل السلطة بعد انتهاء فترة الإدارة المؤقتة. وأوضح أن نقل السلطة إلى السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس سيكون الخيار الأمثل، لكنه أقر بأن السلطة الفلسطينية ستواجه صعوبات في إدارة الملفات الأمنية. وأضاف: "هناك إمكانية لنقل السيطرة على قطاع غزة، بما في ذلك إلى الشرطة المحلية لضمان الأمن، وهذا في رأيي أمر إيجابي".
وأكد بوتين أهمية التنسيق مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك حركة حماس والسلطة الفلسطينية، لضمان نجاح أي إدارة دولية مؤقتة.
وأوضح أن الدعم الروسي لأي مبادرة سيعتمد على مدى التزامها بحل الدولتين، ووضوح الآليات والجدول الزمني لنقل السلطات المدنية والأمنية إلى الفلسطينيين، مشددًا على أن "الإدارة الدولية لا يمكن أن تكون بديلًا دائمًا عن السيادة الفلسطينية".
يُذكر أن نادي "فالداي" الدولي للحوار، الذي استضاف الجلسة، هو منظمة تضم خبراء بارزين من روسيا وعدة دول أخرى، متخصصين في العلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ والعلاقات الدولية، وقد تأسس عام 2004.