أدان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم، مؤكدًا أن "الضعف في مواجهة الإرهاب لا يجلب سوى مزيد من الإرهاب، وبالقوة فقط يمكن هزيمته".
وأضاف أن الحادث يؤكد خطورة التهاون مع ما وصفه بـ"التطرف المتزايد" في أوروبا.
شهدت مدينة مانشستر البريطانية، الخميس، هجومًا مسلحًا استهدف كنيس "هيتون بارك" اليهودي خلال احتفالات "يوم الغفران"، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، في حادث وصفته السلطات بـ"العمل الإرهابي". وأكدت الشرطة أن منفذ الهجوم قُتل لاحقًا برصاص عناصرها، بعد أن صدمت سيارته مجموعة من المصلين وطعن أحدهم بسكين.
بدورها، وصفت السفارة الإسرائيلية في لندن الهجوم بأنه "بغيض ومؤلم للغاية"، خصوصًا أنه وقع في أقدس يوم بالتقويم اليهودي، وفي مكان للعبادة. وأشارت إلى أنها على تواصل مع الجالية اليهودية والسلطات البريطانية وصندوق أمن المجتمع (CST) لمتابعة التطورات وتقديم الدعم. كما عبّرت عن شكرها للشرطة البريطانية لسرعة استجابتها، داعية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان سلامة المجتمعات اليهودية.
أوضحت الشرطة البريطانية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المهاجم كان بمفرده، وأن دوافعه لا تزال قيد التحقق. كما أعلنت تفعيل بروتوكول "أفلاطون"، وهو الإجراء الطارئ الذي يُتبع في حالات الهجمات الإرهابية واسعة النطاق. وأكدت أن المصابين الثلاثة يخضعون للعلاج في المستشفى، وحالتهم توصف بالحرجة.
الهجوم جاء ليعيد إلى الواجهة المخاوف الأمنية في بريطانيا وأوروبا بشأن تصاعد الهجمات التي تستهدف أماكن العبادة. وفي الأشهر الأخيرة، شهدت عدة مدن أوروبية حوادث مشابهة، ما دفع السلطات إلى رفع مستوى التأهب الأمني حول الكنائس والمعابد اليهودية. ويرى خبراء أن هذا الحادث قد يؤدي إلى مطالبات بتشديد قوانين مكافحة الإرهاب ومراقبة الجماعات المتطرفة.
يرى مراقبون أن الحادث قد يفتح بابًا لتعاون أمني أكبر بين بريطانيا وإسرائيل، خصوصًا في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الإرهاب. كما أن تصريحات نتنياهو تنذر بتصعيد خطاب تل أبيب تجاه أوروبا في ما يخص حماية الجاليات اليهودية، وربما الضغط لإقرار سياسات أمنية أشد.
في المقابل، حذرت بعض المنظمات الحقوقية من استغلال الحادث في تأجيج خطاب الكراهية أو استهداف الجاليات المسلمة، مشيرة إلى أن مثل هذه الهجمات لا يجب أن تُحمّل على عاتق مجتمعات بأكملها.
وأكدت على ضرورة العمل المشترك بين مختلف المكونات الدينية في بريطانيا لرفض العنف وتعزيز قيم التعايش.