وجّه الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، رسالة بالغة ومؤثرة إلى الشباب، يحثهم فيها على عدم معصية الوالدين أو التمرد عليهما، حتى وإن بدا في بعض الأحيان أن الوالدين "قاسيين".
وأكد الدكتور موافي خلال برنامجة أن البر بالوالدين ليس خيارًا، بل فريضة مقدسة، وأن الله سبحانه وتعالى جعل طاعته مقرونة ببر الأب والأم، وهو ما لا يناله أحد في الدنيا من أقاربنا مهما كانت منزلته.
موقف شخصي من الحياة اليومية
استشهد الدكتور موافي بموقف شخصي حدث له في أحد الأيام، قائلاً:"سمعت جاري بيزعق لابنه، والولد ما كملش 16 سنة، وكان سبب الزعيق كله الموبايل، الأب كان منهار من ابنه ومش عارف يتعامل معاه، وده خلاني أفكر... التربية بقت صعبة، ومش دايمًا سهل نفرّق بين القسوة والتوجيه".
وأضاف: "الأب كان بيزعق لأنه خايف. خايف إن الولد يتعود على التأخير، خايف يضيع منه، خايف إن الموبايل يسحبه بعيد عن بيته ودراسته وأخلاقه.
الأم.. صاحبة الثلاث فضائل التي لا يقدر عليها الأب
وفي تذكير بعظمة الأم، قال الدكتور حسام موافي:"لما الرسول ﷺ اتسأل: (من أحق الناس بصحبتي؟) قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك... ليه؟ لأن الأم عملت 3 حاجات الأب ما يقدرش يعملهم: حملت، ورضعت، وربّت".
وأكد أن هذه الفضائل الثلاث هي ما تجعل الحنان كله في قلب الأم، والشفقة فيها فطرية، مشيرًا إلى أن الأب مهما كان حنونه، لا يستطيع أن يكون كالأم في احتوائها ودفئها.
ورغم إعلاء مكانة الأم، لم يغفل الدكتور موافي فضل الأب، بل أكد أنه رمز الحماية والضلع الصلب في حياة الأسرة.
وتابع:"الأب ساعات يبدو قاسي، بس جوه قلبه خوف لا يوصف، بيخاف على مستقبلك، على أخلاقك، على دينك، وبيبقى مضطر يبقى شديد علشان خايف إن الطيبة تُفهم ضعف".
وأضاف: "يعني لو والدك ووالدتك قالوا لك تكفر بالله، لا تطيعهم، لكن في نفس الوقت ما تقاطعهمش،دي منزلة محدش في الدنيا وصلها غيرهم".
وجه الدكتور حسام موافي رسالة مباشرة إلى الشباب:"متزعلوش لما تلاقوا أهلكم قاسين شوية، القسوة ساعات بتبقى حب، بس مغلف بالخوف... التربية ليها أشكال كتير، ومفيش أب أو أم يتمنوا يضايقوا ولادهم، لكنهم مضطرين يربّوا، يحموا، يصحّحوا المسار".
اختتم الدكتور حسام موافي رسالته قائلًا:"برّوا أمكم وأبوكم، حتى لو اختلفتم معاهم وإوعوا تغضبوهم، لأن رضاهم مفتاح رضا ربنا، ورضا ربنا هو مفتاح كل حاجة في حياتكم،لا تقطعوهم مهما حصل.