يحتفل العالم اليوم الأحد باليوم العالمي للمعلمين، تقديرًا لدورهم الجوهري الذي يضطلعون به في بناء المجتمعات وصياغة مستقبل الأجيال، حيث يمثل هذا اليوم فرصة للتعبير عن الامتنان والاحترام للمعلمين الذين يؤدون دورًا محوريًا في حياة الطلاب، ويعتبر هذا اليوم بمثابة دعوة للجميع لدعم وتحسين ظروف المعلمين وتمكينهم من أداء مهامهم بأفضل صورة، مما يسهم في تحقيق مستقبل مشرق للتعليم والطلاب، فتحية فخر لصنّاع الأمل في مواجهة التحديات.
وأُقر هذا اليوم رسميًا من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ومنظمة العمل الدولية، إحياءً لذكرى توقيع التوصية المشتركة عام 1966 بشأن أوضاع المعلمين، والتي تعد مرجعًا دوليًا لضمان حقوقهم وواجباتهم، كما اعتمدت توصية اليونسكو الخاصة بأوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي عام 1997، لتكمّل توصية عام 1966، من حيث تنظيم أوضاع أعضاء هيئة التدريس والباحثين في مؤسسات التعليم العالي.
وتركز احتفالات اليوم العالمي للمعلمين هذا العام على موضوع "إعادة صياغة مهنة التدريس كمهنة تعاونية"، مؤكدة أهمية التعاون في إحداث تحول في التعليم، من خلال سياسات وممارسات تدعم تبادل الخبرات والمسؤوليات المشتركة، بما يعزز مهنة التعليم وازدهار المعلمين.
ويشكل هذا اليوم مناسبة لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المعلمون على مستوى العالم، في ظل التطورات المتسارعة والأزمات العالمية، ورغم هذه التحديات، يواصل المعلمون أداء رسالتهم بتفانٍ وإخلاص، واضعين مصلحة الطالب في المقام الأول.
يُنظم اليوم العالمي للمعلمين بالتعاون بين منظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والاتحاد الدولي للمعلمين.
وفي هذا السياق، تولي مصر اهتمامًا كبيرًا بدعم المعلمين، باعتبارهم الركيزة الأساسية لأي إصلاح تعليمي، وذلك من خلال إطلاق مبادرات تهدف إلى تأهيلهم وفق أحدث النظم، وتحسين أوضاعهم المعيشية والمهنية.
ويؤكد الدستور المصري 2014 على أهمية المعلم في المادة 22، حيث ينص على أن "المعلمين، وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، هم الركيزة الأساسية للتعليم، وتكفل الدولة تنمية كفاءاتهم العلمية، ومهاراتهم المهنية، ورعاية حقوقهم المادية والأدبية، بما يضمن جودة التعليم وتحقيق أهدافه".
وتسعى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى تعزيز كفاءة المعلم المصري من خلال دمج التكنولوجيا في التعليم، وتوفير بيئة تعليمية محفزة، بما يواكب متطلبات العصر ويدعم رؤية مصر 2030 لبناء إنسان متعلم ومثقف.
وفي اليوم العالمي للمعلمين 2025، نقف بكل تقدير وإجلال أمام من حملوا مشعل العلم، وغرسوا في الأجيال بذور المعرفة والقيم، إن المعلم ليس مجرد ناقل للمعلومة، بل هو صانع الوعي، وحارس الضمير في زمن تتسارع فيه التحديات وتتعاظم المسؤوليات، فلنجدد التزامنا بدعم المعلمين وتمكينهم، فهم أساس كل نهضة، وجوهر كل تغيير حقيقي.