قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، إن وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم، تمثل فجيعة كبرى للأزهر الشريف وللأمة الإسلامية كلها، مؤكدًا أن فقد العلماء الكبار يعد انهيارًا لأركان الدين والمعرفة، وأن موت الدكتور أحمد عمر هاشم هو رحيل "أمة من العلماء" في شخص عالم واحد.
وأضاف الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الشيخ أحمد عمر هاشم أحيا مدرسة الحديث المصرية، التي كانت قد انتقلت قرونًا إلى خارج مصر، وأعاد إلى الأزهر ريادته في علوم الحديث، كما قرّب هذا العلم الدقيق من عامة الناس، وجعله حيًا معالجًا لقضايا الأمة ومشاكل المجتمع، دون الوقوع في التعقيد الأكاديمي أو المصطلحات الصعبة.
الدكتور محمد إبراهيم العشماوي: الدكتور أحمد عمر هاشم لم يكن فقط عالِم حديث
وأوضح الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أن إذاعة القرآن الكريم كانت موفقة حين جاورت برنامجه الإذاعي ببرنامج الشيخ الشعراوي، بما يدل على أن الشيخ الشعراوي كان مفسر القرآن، والشيخ أحمد عمر هاشم كان مفسر الحديث، مشيرًا إلى أن تلك الثنائية شكّلت وجدان الأمة لعقود طويلة.
وتابع الدكتور محمد إبراهيم العشماوي "الدكتور أحمد عمر هاشم لم يكن فقط عالِم حديث، بل كان نموذجًا فريدًا يجمع بين العلم، والولاية، والوسطية، والوطنية، والرحمة، وفهم الواقع ومقاصد الشريعة، ولهذا نال تقديرًا كبيرًا من الدولة، وعلى رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أولاه عناية وتقديرًا غير مرة."
وفي الإشارة إلى الجانب الإعلامي للشيخ الراحل، أكد العشماوي أن الدكتور أحمد عمر هاشم نجح في نقل الحديث الشريف من مدرجات الجامعة إلى أثير الإذاعة وشاشات التلفزيون، وكان له أسلوب خاص جعله قادرًا على الوصول إلى العامة والمتخصصين على حد سواء.
أستاذ بجامعة الأزهر: الدكتور أحمد عمر هاشم لم يمنعه المرض من أداء رسالته
وأثنى الدكتور محمد إبراهيم العشماوي على إخلاص الدكتور أحمد عمر هاشم، في تبليغ العلم، قائلاً: "لم يمنعه المرض أو التقدم في العمر من أداء رسالته، فظل يُدرّس، ويعظ، ويُعلّم، حتى آخر لحظات حياته. لقد رأيت فيه نموذجًا حيًا للعلماء العاملين، الذين لا يشغلهم شيء عن خدمة العلم والدين".
وأكد الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أن الدكتور أحمد عمر هاشم كان داعية سلام ورسول محبة، وقد غذّى العقول والقلوب بمحبة النبي ﷺ، وخدم سنته وعلّمها، ودافع عنها في وجه المشككين والمضللين، حتى صار إمامًا للحديث في زمانه، وخطيبًا لقلوب الناس.