نشرت الصفحة الرسمية للبيت الأبيض على مواقع التواصل الاجتماعي صورةً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعنوان بارز “رئيس السلام”، في خطوة تُعدّ لافتة في سياق المفاوضات المتسارعة حول اتفاق غزة.
وأثارت هذه الصورة ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث رآها بعض المراقبين جزءًا من استراتيجية إعلامية تهدف إلى ترسيخ صورة ترامب كوسيط سلام محوري في الصراع.
الصورة التي تمّ تداولها على صفحة المكتب الرسمي للبيت الأبيض تضمنت وصفًا له بصفته “رئيس السلام”، وهي وصف بدا متسقًا مع التصريحات الأمريكية والإسرائيلية والفلسطينية التي تتحدث عن التوصل إلى اتفاق مرحلي يتمّ بموجبه إطلاق الرهائن، وسحب القوات الإسرائيلية، ودخول المساعدات إلى القطاع.
وركّزت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية لاحقًا على أن البيت الأبيض أرادَ توجيه رسالة رمزية تُظهِر أن ترامب يقف خلف الجهود الدبلوماسية الكبرى في هذا الملف.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن نشر صورة بهذا الوصف لا يعد تأكيدًا لنجاح الاتفاق من الناحية الواقعية، بل يعكس توجّهات دبلوماسية ورغبة في تسويق هذا الاتفاق إعلامياً.
فحتى الآن، لم تُعلن الأطراف الإسرائيلية أو الفصائل الفلسطينية جميع التفاصيل الكاملة للاتفاق، ولا تزال في ساحة التنفيذ الميداني العديد من الأسئلة المفتوحة حول جدول الانسحاب، وآليات تبادل الأسرى، وضمانات الالتزام.
صورة ترامب - وإن كانت رمزية - تأتي في لحظة دقيقة من الصراع، وقد تُعدّ جزءًا من محاولة للتحكُّم في الخطاب الإعلامي الدولي، ولإيصال فكرة أن ترامب لعب دورًا محوريًا في إنجاز المرحلة الأولى من التهدئة.
وتكمن أهمية هذه الخطوة في قدرتها على تحوير الانتباه نحو الجوانب الدبلوماسية للاتفاق، بعيدًا عن الأبعاد العسكرية والمعاناة الميدانية، لكنها في الوقت ذاته تُذكر أن الميدان وحده هو المقياس النهائي لدرجة نجاح هذا الاتفاق أو عدمه.
