شهدت شواطئ مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، الجمعة الماضية، حدثًا بحريًا نادرًا أثار دهشة السكان، بعد أن تمكن عدد من الصيادين من اصطياد قرش حوتي عملاق قبالة الساحل، في مشهد غير مألوف بالنسبة لأهالي القطاع المحاصر.
وتجمع العشرات من المواطنين والنازحين لمشاهدة الكائن الضخم الذي أطلقوا عليه اسم "حوت خان يونس"، معبرين عن فرحتهم بهذه اللحظة الفريدة التي منحتهم بعض البهجة وسط أجواء الحرب والمعاناة اليومية، بحسب موقع "فلسطين الآن".

القرش الحوتي... العملاق الوديع
يُعد القرش الحوتي من أكبر أنواع القروش والأسماك الغضروفية في العالم، ويُعرف بلقبه الشائع "العملاق الوديع" نظرًا لطبيعته المسالمة، إذ لا يشكل أي خطر على الإنسان، ويتغذى على العوالق والكائنات الدقيقة عبر عملية ترشيح المياه أثناء السباحة.
ويمتاز القرش الحوتي بلونه الأزرق الداكن المزين بنقاط بيضاء براقة، وفمه الواسع القادر على ابتلاع كميات كبيرة من الماء، ويُعد من أندر المخلوقات البحرية التي تجمع بين الضخامة والجمال في آنٍ واحد.
الحجم والوزن
عادةً ما يتراوح وزن القرش الحوتي البالغ بين 15 و21 طنًا، فيما بلغ وزن الكائن الذي ظهر في خان يونس نحو طنين فقط، ما يشير إلى أنه صغير نسبيًا مقارنة بأقرانه في المحيطات. أما طوله فقدر بنحو 10 أمتار، وهو أقل من المتوسط المعروف الذي يبلغ 13 مترًا، فيما تصل بعض الحالات النادرة إلى 18 مترًا.
ورغم صغر حجمه النسبي، يتميز هذا النوع بخفة حركته وقدرته على السباحة لمسافات طويلة في أعماق البحار، باحثًا عن الغذاء في المناطق الغنية بالعوالق.
مقارنة مع القروش الأخرى
يتشابه القرش الحوتي في بعض صفاته مع القرش المتشمس، ثاني أكبر القروش في العالم، إذ يعتمد كلاهما على ترشيح المياه للتغذية، غير أن المتشمس يعيش غالبًا في المياه الباردة ويميل لونه إلى الرمادي البني، ويُرصد بسهولة على السطح مقارنة بالحوتي.
كائن مهدد بالانقراض
ويحذر خبراء البيئة من أن القرش الحوتي مهدد بالانقراض، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، نتيجة الصيد الجائر واصطدام السفن وتدهور بيئته البحرية.
ويأمل ناشطون بيئيون أن يسهم ظهور "حوت خان يونس" في زيادة الوعي بأهمية حماية الحياة البحرية في مياه غزة، والحفاظ على هذا الكائن المهيب الذي يجسد توازن الطبيعة في أعماق البحر.