ميرفت وشروق، طفلتان في المرحلة الابتدائية، اختبرهما الله بمرض السرطان، لكنهما لا تعرفان للمستحيل طريقًا. واجهتا المرض بالألوان والفرشاة، لتتحول جلساتهما العلاجية إلى لحظات إبداع ورسومات تنبض بالأمل.
ورغم ما تعانيانه من آثار العلاج الكيميائي وسقوط الشعر، إلا أن ميرفت وشروق تملكان عزيمة قوية وإرادة لا تلين. تمسكان بالألوان وترسمان عالمًا مليئًا بالبهجة والحياة داخل مستشفى سرطان الأطفال بـ شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان في الأقصر، لتعبّرا عن مشاعرهما وأحلامهما من خلال لوحات فنية مميزة.
المقربون من الطفلتين وصفوهما بأنهما "أيقونة الإبداع والإصرار"، إذ لم يمنعهما المرض من ممارسة هوايتهما المفضلة في الرسم. كما كان للمدرسة وإدارة الموهوبين دور داعم في تشجيعهما ومساعدتهما على تنمية موهبتهما وتحقيق أحلامهما رغم ظروف المرض.
وفور علم مستشفى شفاء الأورمان بموهبتهما، وفّرت لهما الألوان والأوراق وشجعتهما على مواصلة الرسم، حتى تحوّل نتاج أعمالهما إلى معرض فني صغير داخل جدران المستشفى، عُرضت فيه لوحاتهما التي عبّرت بصدق عن تجربتهما الإنسانية الملهمة.
ومن جانبه، عبّر الأستاذ محمود فؤاد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، عن سعادته بما شاهده من أعمال فنية رسمتها الطفلتان، مؤكدًا أن الرسم وسيلة فعالة لتحسين الحالة النفسية للأطفال المرضى ومساعدتهم على مواجهة المرض والانتصار عليه، مشيرًا إلى أن المستشفى تحرص دائمًا على توفير كل سبل الراحة والدعم النفسي والمعنوي للأطفال خلال رحلة علاجهم.
كما قال الدكتور محمود الزمبيلي، مدير مستشفى شفاء الأورمان للأطفال لعلاج الأورام بالمجان بالأقصر، إن الطفلتين ميرفت وشروق تمثلان نموذجًا ملهمًا في التحدي والإصرار على مواجهة المرض بالأمل والإبداع، مؤكدًا أن المستشفى لا تقتصر رسالتها على تقديم العلاج الطبي فقط، بل تمتد لدعم الأطفال نفسيًا ومعنويًا وتشجيعهم على ممارسة أنشطتهم وهواياتهم خلال رحلة العلاج.
وأشار الدكتور الزمبيلي إلى أن مبادرات مثل هذه الأنشطة الفنية تساهم في تحسين الحالة النفسية للأطفال ورفع روحهم المعنوية، وهو ما ينعكس إيجابًا على استجابتهم للعلاج، مؤكدًا حرص إدارة المستشفى على توفير بيئة إنسانية آمنة تمنح الأطفال المرضى القوة والإيجابية في مواجهة المرض.








