قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سياسة الأبواب المغلقة | إدارة ترامب تقلّص عدد اللاجئين إلى 7500 معظمهم بيض من جنوب إفريقيا

دونالد ترامب
دونالد ترامب

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والحقوقية، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرار جديد يقضي بتقليص عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة إلى 7500 لاجئ فقط خلال العام المالي 2026، على أن يكون معظمهم من البيض القادمين من جنوب إفريقيا. قرارٌ وصفه مراقبون بأنه يشكل تحولاً جذرياً في هوية "أمة المهاجرين" التي طالما تباهت بأنها الملاذ الآمن للهاربين من الحروب والاضطهاد حول العالم.

تحول جذري في سياسة اللجوء
بحسب ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس"، يعكس القرار توجهاً واضحاً لدى إدارة ترامب نحو تقليص أعداد المهاجرين واللاجئين، تماشياً مع السياسات الجمهورية الأوسع التي تسعى لتقييد دخول الأجانب بحجة حماية الأمن القومي والحفاظ على فرص العمل للمواطنين الأمريكيين.
ويرى محللون أن هذا القرار ليس مجرد تعديل إداري، بل جزء من رؤية أيديولوجية تسعى لإعادة رسم ملامح المجتمع الأمريكي ديموغرافياً، من خلال تفضيل فئات بعينها على أخرى.

تراجع كبير مقارنة بعهد بايدن
القرار الجديد يمثل انخفاضاً حاداً عن السقف الذي كان قد حدده الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، والذي بلغ 125 ألف لاجئ سنوياً. وبينما لم تذكر إدارة ترامب الأسباب الرسمية لهذا التراجع الكبير، اكتفت بالإشارة إلى أن العدد الجديد "مبرر بدوافع إنسانية أو يصب في المصلحة الوطنية".
ورغم تلك الصياغة الغامضة، إلا أن الوثائق الرسمية لم تحدد أي مجموعات أخرى من اللاجئين سيتم قبولها، باستثناء الإشارة الصريحة إلى البيض من جنوب إفريقيا، وهو ما أثار انتقادات بشأن التمييز العرقي في سياسات القبول.

تداعيات إنسانية وصورة متغيرة لأمريكا
لطالما كانت الولايات المتحدة توصف بأنها "منارة الحرية"، ومقصداً لكل من يبحث عن الأمان والفرصة. غير أن القرارات الأخيرة، التي شملت تشديد إجراءات الهجرة في المدن وعلى الحدود، جعلت هذه الصورة تتغير جذرياً في أعين العالم.
فالتحول من سياسة الانفتاح والاحتضان إلى سياسة الانتقاء والتقييد، يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت أمريكا لا تزال تحمل نفس القيم التي تأسست عليها قبل قرون، أم أنها تتجه نحو نموذج جديد تُعرّف فيه نفسها بمفاهيم الأمن والمصلحة لا بالإنسانية والاحتواء.

بين مبررات "الأمن القومي" ومخاوف "فقدان الهوية"، تبدو الولايات المتحدة اليوم أمام مفترق طرق. فقرارات إدارة ترامب بشأن اللاجئين لا تمس فقط أرقاماً على الورق، بل تمس جوهر الفكرة الأمريكية ذاتها.. فكرة الحلم والمأوى. وفي ظل هذه التحولات، يبقى السؤال معلقاً.. هل ستظل أمريكا أرض الأحلام، أم ستتحول إلى قلعة مغلقة تحرسها السياسات لا المبادئ؟