قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سر اختلاف التسبيح بين الركوع والسجود .. دار الإفتاء تكشف الحكمة الشرعية

التسبيح في السجود
التسبيح في السجود

كشف الدكتور إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن الحكمة العميقة وراء اختلاف صيغة التسبيح في الركوع والسجود، موضحًا الأسباب التي جعلت المسلم يقول في الركوع "سبحان ربي العظيم"، بينما يقول في السجود "سبحان ربي الأعلى"، مؤكدًا أن هذا الترتيب ليس عشوائيًا بل يحمل معاني دقيقة تتعلق بتعظيم الله والخضوع له في كل موضع من الصلاة.

وخلال لقاءتلفزيوني، أوضح الدكتور عبد السلام أن الذكر أو التسبيح أثناء الصلاة يُعد من السنن وليس من الأركان، أي أن تركه لا يُبطل الصلاة، لكنه يُفقد المصلي كمالها وجمالها الروحي، مشيرًا إلى أن النوافل والسنن تزيد المؤمن قربًا من الله وتمنحه طمأنينة القلب أثناء أدائه للصلاة.

وبيّن أمين الفتوى أن قول المصلي في الركوع "سبحان ربي العظيم" يرتبط بمعنى التعظيم الواضح في هذه الحركة، حيث يكون العبد في وضع الانحناء أمام خالقه، وهو وضع يدل على إجلال الله وتقديسه، وقد جاءت الإشارة إلى هذا الذكر في قوله تعالى: "فسبح باسم ربك العظيم"، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقال هذا التسبيح تحديدًا في الركوع لأنه الأنسب لمقام التعظيم والخشوع.

وتابع موضحًا أن التسبيح في السجود يختلف في معناه وموقعه، فالسجود هو أقرب موضع يكون فيه العبد إلى ربه، وفيه يضع جبهته على الأرض في أقصى درجات التذلل والانكسار، ولهذا جاءت صيغة التسبيح "سبحان ربي الأعلى"، لأن وضع الجبهة على الأرض يعبّر عن أقصى درجات الخضوع، بينما كلمة "الأعلى" تُظهر كمال العلو والسمو لله عز وجل، كما ورد في قوله تعالى: "سبح اسم ربك الأعلى".

وأضاف أمين الفتوى أن هذا التناسق بين حركة الجسد وألفاظ الذكر يُجسد عظمة الدين الإسلامي في تحقيق التوازن بين القول والعمل، وبين التعبير اللفظي والخضوع القلبي، ليعيش المسلم لحظات الصلاة بروحها ومعناها الكاملين، فلا تكون مجرد حركات متتابعة، بل عبادة تجمع بين الجسد والروح في طاعة الله تعالى.

وختم أمين الفتوى مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم أمته هذه الصيغ بدقة لتكون كل حركة في الصلاة ذات معنى يليق بمقامها، فيتجلى في الركوع التعظيم، وفي السجود التذلل، وفي كلا الحالين يظل الذكر والتسبيح تعبيرًا عن التوحيد والخضوع المطلق لله سبحانه وتعالى.