أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الحديث عن أن حضارة مصر كانت وثنية هو قول باطل يروّجه المشككون والحاقدون على هذا البلد العريق، موضحًا أن الحضارة المصرية ممتدة عبر آلاف السنين، ولا يجوز اختزالها في فترة حكم فرعون وحده.
التشكيك في الإنجازات
وقال «تمام» في تصريح له: «للأسف بعض المغرضين يحاولون دائمًا التشكيك في إنجازات الدولة، أو في احتفاء المصريين بماضيهم، فيحاولون عزل المصري عن تاريخه المجيد، ويزعمون أن حضارة مصر كانت حضارة وثنية قائمة على عبادة الأصنام، بينما الحقيقة أن هذه الحضارة كانت في أصلها حضارة توحيد وإيمان».
الفترة الفرعونية
وأوضح أن الفترة الفرعونية التي ارتبطت بفرعون لم تتجاوز بضع عشرات من السنين، بينما نصّ القرآن الكريم صراحة على أن الله سبحانه وتعالى دمّر ما صنعه فرعون وجنوده، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ» [الأعراف: 137]، مضيفًا: «إذن ما بقي من آثار مصر لا علاقة له بفرعون ولا بعبادته، بل هو نتاج عصور طويلة من الإبداع والعلم والإيمان».
وأشار أستاذ الفقه إلى أن مصر كانت ولا تزال بلد التوحيد منذ عهد سيدنا إدريس عليه السلام، الذي سكنها بعد سيدنا آدم وعلّم المصريين، فانتشر فيها بشر التوحيد، ثم تتابع الأنبياء بعده، فقال: «جاء إلى مصر وسكنها عدد كبير من أنبياء الله الكرام: سيدنا إبراهيم، وسيدنا يعقوب، وسيدنا يوسف، وسيدنا موسى، وسيدنا هارون، وسيدنا عيسى، وسيدنا يوشع بن نون، وسيدنا سليمان، وسيدنا أيوب عليهم السلام جميعًا، فكيف بعد كل هؤلاء نقول إن مصر بلد وثنية؟!».
حقد دفين
وأضاف تمام أن من يدّعون أن مصر بلد الأصنام يجهلون تاريخها ويعادون نجاحها، مؤكدًا أن «هذا الكلام ليس له أصل من علم ولا من عقل، وهو دليل على حقد دفين ورغبة في تشويه صورة مصر المشرقة».
واستشهد بقول الإمام السيوطي في كتابه الشهير «حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة»، الذي تناول فيه فضل مصر، ومن سكنها من الأنبياء والصالحين والعلماء، وما تميزت به من علوم وفنون وحضارة راقية منذ القدم، مضيفًا أن «هذا الكتاب وحده كفيل بأن يرد على كل من يشكك في عظمة مصر وإيمانها منذ فجر التاريخ».
وختم: «وُجد في بعض العصور من عبد الأصنام، كما وُجد في كل الأمم من أشرك بالله، لكن هذا لا يُنسب إلى هوية مصر ولا إلى عقيدتها الراسخة. فبلد الأنبياء والرسل والمرابطين لا يمكن أن تُوصف بغير الإيمان والتوحيد».
                        
                        
                    
                                        
