أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الحكم الشرعي المتعلق بمن تفوته تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة، مبينًا عِظم فضل إدراك التكبيرة الأولى مع الإمام، وأهم الأحكام المرتبطة بصلاة الجماعة وآدابها.
وأكد المركز أن أداء الصلاة في وقتها من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأن أداءها في المسجد جماعة له فضل عظيم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى، كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ» [أخرجه الترمذي]، مشيرًا إلى أن إدراك التكبيرة الأولى دليل على حرص المسلم على الطاعة والمداومة على العبادة في وقتها.
وبيَّن المركز أن من تأخر عن صلاة الجماعة يُندب له أن يمشي إلى المسجد بسكينة ووقار دون عجلة، تنفيذًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [أخرجه مسلم]، موضحًا أنه على المسلم أن يشارك فيما يدركه من الصلاة مع الإمام دون تسرع أو اضطراب.
وأضاف المركز أن من كبَّر مع الإمام قبل أن يرفع من الركوع؛ تُحسب له تلك الركعة، حتى وإن لم يدرك قراءة الفاتحة أو السورة، لأن إدراك الركوع يُعد إدراكًا للركعة.
أما من وصل إلى الإمام وهو راكع أو ساجد أو جالس وأراد الدخول في الصلاة، فعليه أن يكبر تكبيرتين: الأولى للإحرام وهي واجبة للدخول في الصلاة، والثانية للركوع أو السجود أو الجلوس، بحسب الموضع الذي أدرك فيه الإمام.
كما أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى أن ما يُدركه المسبوق مع الإمام يُعتبر أول صلاته، أما ما يقضيه بعد تسليم الإمام فهو آخر صلاته، وبناءً على ذلك يُستحب أن يقرأ المسبوق السورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين فقط، بينما لا يقرأها في الركعات الأخيرة من الصلاة الرباعية أو في الركعة الأخيرة من صلاة المغرب.
وأشار المركز إلى أنه على المسبوق أن يتابع إمامه في جميع أفعال الصلاة، ثم يتم صلاته بعد تسليم الإمام، حتى وإن أدى ذلك إلى اختلاف هيئات الصلاة لديه، كأن يجتمع له ثلاثة تشهدات أو أكثر في صلاة واحدة، لأن الأصل في الصلاة هو متابعة الإمام ثم إتمام ما فاته على الترتيب الصحيح.
وفيما يخص أحكام صلاة الجماعة، بيَّن المركز أن من أدرك ركعة كاملة مع الإمام فقد أدرك الجماعة، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ» [متفق عليه]، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء والمالكية الذين يرون أن إدراك شيء من الجماعة يكفي لنيل فضلها وثوابها.
واختتم المركز بيانه موضحًا أن صلاة الجمعة تُدرك بإدراك ركعة واحدة مع الإمام، أما من لم يُدرك ركوع الركعة الثانية فعليه أن يصليها ظهرًا، التزامًا بما قررته السنة النبوية وأجمع عليه العلماء في هذا الباب.
                        
                        
                    
                                        


