اتهم رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، مساء اليوم الخميس، إسرائيل بارتكاب "جريمة مكتملة الأركان وجريمة سياسية نكراء" إثر الغارات الجوية التي شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على عدد من البلدات في جنوب لبنان، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة وتصاعد حدة التوتر على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية.
وقال عون في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إنّ "كلما أبدى لبنان استعداده للسير في مسار التفاوض السلمي لحل القضايا العالقة، قابلت إسرائيل ذلك بمزيد من العدوان والاستهتار بالسيادة اللبنانية"، مشيراً إلى أن تل أبيب تمادت في خرق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين الجانبين منذ عام 2006.
وأضاف الرئيس اللبناني: "مرّ قرابة عام على دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وخلال هذه الفترة لم تُبدِ إسرائيل أي نية صادقة للسلام، بل سعت جاهدة إلى إفشال أي مسعى تفاوضي"، مؤكداً أن الاعتداءات المتكررة تُظهر "رفضًا واضحًا لأي حل سلمي أو التزام بالقوانين الدولية"، في إشارة إلى تصاعد المواجهات الحدودية خلال الأشهر الأخيرة.
وبحسب مصادر أمنية لبنانية، فقد استهدفت الغارات الإسرائيلية بلدات كفردونين، طيردبا، زوطر الشرقية، الطيبة وعيتا الجبل، بعد تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي إلى سكان بعض القرى الجنوبية من خلال منشورات أُلقيت جوًا تحذر من "وجود أهداف عسكرية لحزب الله في محيطهم".
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من تبادل الرسائل الميدانية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، حيث شهد الجنوب اللبناني سلسلة اشتباكات محدودة وردود مدفعية متبادلة، ما دفع بعثة اليونيفيل إلى الدعوة مجددًا لضبط النفس واحترام القرار 1701 لتفادي انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة.
ويرى محللون أن البيان الرئاسي اللبناني يعكس تحولًا في لهجة الخطاب الرسمي، خصوصًا مع ازدياد الضغوط الدولية لإبقاء الوضع تحت السيطرة ومنع تفجر نزاع جديد في المنطقة.
كما اعتبروا أن استمرار الخروقات الإسرائيلية قد يعقّد المشهد السياسي الداخلي في لبنان ويضع الحكومة المقبلة أمام اختبار حقيقي في حماية السيادة الوطنية وإدارة التوازنات الإقليمية الدقيقة.

