أحيا المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، ذكرى ميلاد العلامة علي الضباع، شيخ عموم المقارئ المصرية، الذى ولد فى مثل هذا اليوم العاشر من نوفمبر سنة 1886م.
الشيخ علي الضباع
هو العلامة الشيخ نور الدين علي بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن عبد الله، الملقب بالضباع، شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية.
كان علامةً كبيرًا، وإمامًا مقدمًا في علم التجويد والقراءات، والرسم العثماني، وضبط المصحف الشريف، وعدّ الآي، وغيرها.
تولى مشيخة عموم المقارئ والإقراء بالديار المصرية على رؤوس الأشهاد، من كبار العلماء المبرزين، عن جدارة، فنال منهم مكان الصدارة.
كان محيطًا لا يغيض، وبحرًا في العلم لا يزال يفيض.
كتب في كل ما له صلة بالقرآن، فأحسن وأجاد، وناقش فأفحم وأفاد، وردّ على المغيرين في علوم القرآن، بغيظهم لم ينالوا خيرًا، وكفى الله بصولته المسلمين منهم شرًّا وضُرًّا.
وكان تقيًّا، زكيًّا، ورِعًا، زاهدًا، عابدًا، متواضعًا، ليّن الجانب، سمحًا، كريم النفس، لا يفتر عن تلاوة القرآن، وعُمّر طويلًا.
من أخذ عنه:
بورك للشيخ الضباع في وقته، فأخذ عنه التجويد والقراءات جمعٌ غفير من العلماء من مصر وخارجها، لا يُحصَون عدًّا، وذاع صيته في كل مكان برفعة الشأن.
من أبرز من أخذ عنه القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة وطيبة النشر، والقراءات الأربع التي فوق العشر، من خارج مصر:
- العلامة المحقق فضيلة الشيخ عبد العزيز بن الشيخ محمد علي عيون السود، شيخ القراء وأمين الإفتاء بحمص، سوريا.
- العلامة المحقق والثبت المدقق الشيخ أحمد حامد الريدي التيجي المدني، ثم المكي، المقرئ الكبير وشيخ القراء بمكة المكرمة.
شيوخه:
تلقى العلامة الضباع القراءات على عدد من ثقات الجهابذة، منهم:
- العلامة المحقق الشيخ حسن الكتبي.
- الأستاذ الكبير الشيخ عبد الرحمن الخطيب الشعار.
وقد أخذ هذان العالمان عن خاتمة المحققين، العلامة الشيخ محمد بن أحمد المعروف بالمتولي، شيخ القراء والإقراء بالديار المصرية في وقته.
مؤلفاته:
للشيخ الضباع -رحمه الله تعالى- مؤلفات كثيرة، منها:
- أرجوزة فيما يخالف فيه الكسائي حفصًا.
- إرشاد المريد إلى مقصود القصيد في القراءات السبع.
- الإضاءة في بيان أصول القراءة للقراء العشرة.
- إعلام الإخوان بأجزاء القرآن.
- أقرب الأقوال على فتح الأقفال في التجويد.
- بلوغ الأمنية شرح منظومة إتحاف البرية بتحرير الشاطبية.
- البهجة المرضية في شرح الدرة المضية.
- تذكرة الإخوان في بيان أحكام رواية حفص بن سليمان.
- تقريب النفع في القراءات السبع.
- الجوهر المكنون شرح رسالة قالون.
- رسالة الضاد.
- رسالة قالون.
- سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين.
- الشرح الصغير أو حاشية على تحفة الأطفال.
- صريح النص في بيان الكلمات المختلف فيها عن حفص.
- الفرائد المدخرة شرح الفوائد المعتبرة في قراءات الأربعة الذين بعد العشرة.
- الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة.
- الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة.
- قطف الزهر من القراءات العشر.
- القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق.
- القول المعتبر في الأوجه التي بين السور.
- المطلوب في بيان الكلمات المختلف فيها عن أبي يعقوب.
- منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال.
- هداية المريد إلى رواية أبي سعيد المعروف بورش من طريق القصيد.
- إتحاف المريد بشرح فتح المجيد في قراءة حمزة من طريق القصيد.
- إرشاد الإخوان إلى شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن.
- الأقوال المعربة عن مقاصد الطيبة في القراءات العشر.
- أسرار المطلوب في بيان الكلمات المختلف بها عن أبي يعقوب.
- إنشاد الشريد من معاني القصيد في القراءات السبع.
- البدر المنير في قراءة ابن كثير.
- تنقيح التحرير.
- جميل النظم في علمي الابتداء والختم.
- الدرر الفاخرة في أسانيد القراءات المتواترة.
- الدر النظيم شرح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن الحكيم من طريقة الطيبة.
عكاز القارئ في تراجم شيوخ المقارئ.
فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن.
-قطف الزهر من ناظمة الزهر في عدّ الآي (علم الفواصل).
مختصر بلوغ الأمنية في شرح إتحاف البرية.
مفردة اليزيدي.
المقدمة في علوم القرآن.
نظم ما خالف فيه قالون ورشًا من طريق الحرز.
النور الساطع في قراءة الإمام نافع.
جهوده في خدمة المصحف الشريف:
عُيِّن -رحمه الله تعالى- مراجعًا للمصاحف الشريفة بمشيخة المقارئ المصرية قبل توليته رئاستها، وبعدها أيضًا.
كان يعنى بكتاب الله تعالى، ويسهر عليه، ويحتاط له، حتى تخرج طبعاته دقيقة، مطابقة للأحكام المتعلقة بكتابة المصاحف.
وله دور كبير في هذا المجال، يسجله له التاريخ بأحرف من نور، ويذكره له عشرات الآلاف من حفاظ القرآن الكريم في أرجاء المعمورة.
ثناء العلماء عليه:
قال الشيخ إبراهيم السمنودي مادحًا الشيخ الضباع سنة 1944م:
أعطاك ربكُ يا ضباع منزلةً
هيهات لم يرقها إلا الأماجيدُ
اختارك الله للقرآن في زمنٍ
فنّ القراءات فيه اليوم موءودُ
نفضت عنه غبار الوأد محتسبًا
يشد أزرك تأييدٌ وتسديدُ
فأصبحت مصر للأقطار سيدةً
وللقراءات تحميدٌ وتمجيدُ
أما المقارئ فهي اليوم مفخرةٌ
وللمشايخ منك العز والجودُ
وفاته:
توفي العلامة الضباع بعد حياة حافلة بالخدمات الجليلة لكتاب الله العزيز، في يوم 14 رجب سنة 1380 هـ.


