قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علي جمعة: التلاعب بالألفاظ يبدل المفاهيم ويقود للضلال.. وعلى المسلمين العودة لمراد الله في اللغة

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان التلاعب بالألفاظ ادى إلى أن المرأة التي تكشف عورتها تعتقد أن ما تفعله لا يخالف الدين الإسلامي، وأن الدين الإسلامي لم يأمرها بتغطية جسدها. فهذه المرأة الطيبة التي وقعت في المعصية بسبب الخلط، تؤمن بأن الدين الإسلامي أمر بكل جميل، وليس من المعقول أن يتعارض الإسلام مع الجمال، ومع أن تكون المرأة جميلة. وهي تقصد في هذه الحالة أن الجمال هو كشف عورتها لجميع الناس.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان التلاعب بمعنى كلمة "الجمال"، واستخدامها بمعنى كشف العورة المحرم، إلى ذلك الخلط عند نساء المسلمين. ولو كانت الأشياء تُسمّى بأسمائها لما تولد هذا الإيمان الفكري بذلك الذنب الذي تفشّى في المجتمعات الإسلامية. وكانت من تقع في تلك المعصية أو غيرها تعلم أنها مذنبة، وأنها مخالِفة لشرع الله، ويجب عليها أن تتوب. وهذا ما نريده: أن يعلم المخالف لشرع الله أنه على ذنب يخشى عليه، وأن يضع التوبة إلى الله ضمن أولويات مشاريع حياته اليومية. نسأل الله أن يتوب علينا وعلى جميع المسلمين.

وقد أشار القرآن الكريم إلى جريمة التلاعب بالألفاظ في كثير من آياته؛ فمرة يشير إليها بنفس العملية، وهي تسمية الأشياء بغير أسمائها. فذكر القرآن أن من سبب ضلال الناس عن منهج الله وعبادتهم غيره سبحانه أنهم صنعوا تماثيل من الحجارة وسمّوا تلك التماثيل آلهة، قال تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [يوسف: 40].

ومرة أخرى يشير القرآن الكريم لهذه الجريمة بلفظ "التلبيس"، وهو إدخال الحق في الباطل، وقد نهى الله عنه في كتابه في كثير من آياته، من ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42]. وذكر سبحانه أن ذلك التلبيس قد يصل لحدّ قتل الإنسان ولده وهو لا يرى أنه قد ارتكب إثمًا؛ وقد قال تعالى في ذلك الشأن: {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ} [الأنعام: 137].

فنشأ بين أهل الحق الذين تمسكوا بمعاني الألفاظ ورأوا ضرورة قيام اللغة بوظائفها الأساسية، وبين أهل الزيغ والضلال الذين سعَوا للتلاعب بالألفاظ ودَعَوا إلى عدم وجود معانٍ مُلزِمة، ورأوا النسبية المطلقة، نشأ بين الفريقين صراع فكري لعدم الاتفاق على قاعدة واحدة في النقاش، وبعد ذلك تحوّل إلى صراع اجتماعي ومن بعده سياسي، وبدأ الصراع العسكري في الظهور بين أبناء الحضارة الإسلامية والعربية وبين الغرب. كان كل ذلك من آثار التلاعب بالألفاظ، أو من آثار التأصيل الفكري للخروج عن اللغة وعن مراد الله.

والله أمرنا أن نفهم الألفاظ كما وضعها الواضع، فياليتنا نعود إلى مراد الله ونبتعد عن التلاعب باللغة وألفاظها.