أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن تحقيق شركة بدر الدين للبترول كشفًا جديدًا للغاز الطبيعي بمنطقة بدر–15 في الصحراء الغربية، وهو ما يُعد خطوة جديدة في طريق تنمية الثروات الطبيعية وزيادة الاحتياطي الاستراتيجي من الغاز والنفط الخام.
طفرة مجال الطاقة
وقد أثار هذا الإعلان اهتمام الخبراء في مجال الطاقة الذين أكدوا أن الاكتشاف الجديد يمثل مؤشرًا إيجابيًا على كفاءة خطط البحث والاستكشاف التي تنفذها الدولة، لكنه في الوقت نفسه يدعو إلى مزيد من الجهود لاكتشاف حقول أكبر وأكثر إنتاجية خلال المرحلة المقبلة.
وتحدث الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول وخبير الطاقة، عن تفاصيل هذا الكشف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي في برنامج حديث القاهرة على شاشة القاهرة والناس، موضحًا أن استراتيجية وزارة البترول تستهدف في المقام الأول تنمية الحقول القائمة وتحقيق اكتشافات جديدة تساهم في دعم الإنتاج القومي وتزيد من الاحتياطي الاستراتيجي لمصر من الغاز الطبيعي والنفط الخام.
وأضاف "أبو العلا" أن هذا الكشف يمثل خطوة إيجابية ومبشرة، إلا أنه لا يزال دون مستوى الطموحات الكبيرة للدولة في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أن حقل ظهر – وهو من أكبر الحقول في المنطقة – ينتج يوميًا نحو 2.7 مليار قدم مكعب من الغاز، ما يوضح حجم التحدي الذي تواجهه الدولة في سبيل تعزيز قدراتها الإنتاجية.
وأوضح الخبير أن نتائج الكشف الأخير تدعم جزئيًا استراتيجية الوزارة في تنمية الموارد البترولية، لكنها تحتاج إلى المزيد من الاكتشافات المؤثرة التي يمكنها أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حجم الإنتاج الوطني، وتساهم في خفض فاتورة استيراد الطاقة من الخارج.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزًا على معالجة انخفاض الإنتاج في بعض الحقول الكبرى مثل حقل ظهر، من خلال تطبيق تقنيات حديثة في الحفر والتنقيب، مما يسهم في زيادة معدلات الإنتاج وتحسين كفاءة التشغيل.
وتابع قائلًا: «أتوقع أن تثمر جهود الاستكشاف في المياه العميقة شرق المتوسط والمناطق الاقتصادية المصرية، بالإضافة إلى المناطق الواعدة في البحر الأحمر، عن نتائج إيجابية خلال الفترة القادمة، بما يعزز مكانة مصر كأحد أبرز منتجي ومصدّري الغاز في المنطقة».