قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عمرو الورداني: الفراغ الروحي أخطر أزمات العصر.. ووفرة المعلومات تحولت إلى أزمة وعي

الدكتور عمرو الورداني
الدكتور عمرو الورداني

قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنّ ما نشهده في زمننا من تقلّب القيم وتلون المواقف يعكس حالة من الفراغ الروحي العميق، مؤكدًا أنّ بعض الناس أصبحت تتعامل مع القيم كما تتعامل مع السلع، تُباع وتُشترى حسب المصلحة والموضة والاتجاه السائد.

وأضاف الورداني، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن الناس اليوم «تعرف كثيرًا»، لكنهم رغم وفرة المعرفة يعيشون إحساسًا متزايدًا بالفراغ الداخلي، موضحًا أن المعرفة وحدها لا تصنع إنسانًا متوازنًا ما لم تتحول إلى معنى حيّ يغذي الروح ويصل الإنسان بالله سبحانه وتعالى.

أمين الإفتاء يحذر من أخطر أنواع الفراغ يواجه الإنسان

وأشار إلى أن أخطر أنواع الفراغ الذي يواجهه الإنسان هو الفراغ الروحي، وهو ناتج عن فقدان الاتصال بالمعنى، مؤكّدًا أن هذا المعنى هو ما عبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنما الأعمال بالنيات»، أي أن العمل بلا نية وبلا معنى يفقد قيمته الحقيقية.

وتابع الورداني إنّ الإنسان المعاصر استبدل التأمل بالاستهلاك، وبدل أن يتفكر في نعم الله، أصبح يكدّس الأشياء دون وعي أو امتنان، مؤكدًا أن عبادة التأمل في النعم هي من أعظم صور الشكر، وأن الشعور بالاكتفاء والرضا لا يتحقق إلا بالعودة إلى هذا التأمل.

وأوضح أمين الفتوى أن القيم كانت في الماضي توجه الإنسان وتضبط سلوكه، أما اليوم فقد أصبحت تُتداول كـ«موضة» أو «تريند»، مما أفقدها ثباتها، وجعل الإنسان يعيش حالة من التشتت وفقدان الهوية، داعيًا إلى إعادة تأسيس الوعي بالقيم كقوانين تحفظ التوازن بين العقل والقلب، وبين الأرض والسماء.

وأكد الدكتور عمرو الورداني، على أن مصدر القيم الحقيقي هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فهي البذرة النورانية داخل كل إنسان، تعرفه الصواب من الخطأ بالفطرة، لكن الضجيج وكثرة المعلومات والسطحية غطّت هذا النور، فتحوّلت وفرة المعرفة إلى كارثة "ركام"، قائلاً: «ليست المشكلة في أن الناس لا تبصر، ولكن في أن القلوب أصبحت لا تبصر، لأن المعلومات لم تتحول إلى وعي حيّ موصل بالله».