قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

4 أعداء يعوقون سير الإنسان إلى ربِّه.. تعرف عليهم وجاهدهم

4 أعداء يعوقون سير الإنسان إلى ربِّه
4 أعداء يعوقون سير الإنسان إلى ربِّه

كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن 4 أعداء يعوقون طريق الإنسان خلال سيره إلى ربِّه.

4 أعداء يعوقون طريق الإنسان خلال سيره إلى ربِّه

وقال جمعة إن الإنسانُ وهو في طريقه إلى الله، هناك أربعةُ أسبابٍ تعوق سيرَه إلى ربِّه سبحانه:

أولُها: نفسُه، والثاني: الشيطان، والثالث: الهوى، والرابع: الدنيا.

وأضاف أن هذه أعداء لبني آدم؛ لأنها تحاول أن تصدَّه عن سبيل الله، وتحاول أن تجذبه إليها، وتحاول أن تجعله يخرج عن الصراط المستقيم، وعن الطريق القويم، الذي هو أقصرُ طريقٍ يصل به العابدُ إلى ربِّه، فهذه الأمور الأربعة تعكِّر على الإنسان صفوَ توجُّهه إلى الله سبحانه وتعالى.

وتابع: "وفي الحقيقة إن أشدَّ هذه الأعداء هي: "النفس"؛ لأن الدنيا قد تكون وقد لا تكون، والشيطان يذهب ويجيء، والهوى يأتي ويذهب، ولكن النفس هي التي تصاحب الإنسان من الإدراك إلى الممات، ونحن نستطيع أن نميِّز سعيَها، وحجابَها، وشهوتَها عن باقي هذه الأعداء بالعود والتكرار، وهذا معنى قولهم – وهي قاعدة أيضًا –: «نفسُك أعدى أعدائك»".

فكيف نميِّز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟

فقالوا: إن وسوسة الشيطان لا تدوم، ولا تعود، ولا تتكرَّر؛ يحاول أن يوسوس في صدور الناس، فإذا لم يستجب الإنسانُ لهذه الوسوسة، وقاومها وانشغل عنها، فإنه لا يعود إليها مرةً ثانية، ويذهب ليوسوس له في شيء آخر.

فإذا وجد الإنسان من نفسه دعوةً بالكسل عن الصلاة، أو عن الذكر، أو دعوةً تدعوه إلى شيء مكروه أو محرم، ثم لم يجد في نفسه ذلك بعد هذا، فإن ذلك من وسواس الشيطان: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}.

فهذه أذيةُ الشيطان، وهو ضعيفٌ، ولا سلطان له علينا، والله سبحانه وتعالى أوكله ولكنه أضعفه، وأبقاه لكنه خذله. والشيطان نستطيع أن نتقي شرَّه من أقرب طريق وبأبسط وسيلة:

فالأذان يذهب الشيطان، والذكر يذهب الشيطان، ونقرأ خواتيم سورة البقرة فتذهَبُ الشياطين وتُحصِّن المكان، ونقرأ آيةَ الكرسي فإذا بنا نحتَمي بها من الشيطان، ونذكر أذكار الصباح والمساء فإذا بنا نحصِّن أنفسَنا من الشيطان.

فالشيطان يُرَدّ من أقرب طريق، وبأسهل طريقة، وحياة الإنسان مع الذكر، ومع القرآن، ومع العبادة، ومع الطهارة، ومع الأذان، ومع الصلاة، ومع الصيام، تجعل الشيطان يفرُّ ويذهب.

ولكن المشكلة هي: مشكلة النفس؛ لأن النفس تحتاج إلى تربية، والنفس تُعيد على الإنسان دعوته إلى التقصير، ودعوته إلى الحرام، ودعوته إلى المكروه مرةً بعد أخرى. فإذا ما قاومتَها في أول مرة عادت تُلحُّ عليك في المرة الثانية.

هذه هي "النفس الأمَّارة"؛ ولذلك استعملوا معها صيغةَ المبالغة، فهي: "أمَّارة" على وزن «فعَّالة»، وصيغة المبالغة فيها تكرار، وعود، ومبالغة، وفعلٌ كثير. فالنفس لا تأمر مرة ثم تسكت، بل إنها تُلحّ مرة بعد أخرى.

وإذا ما وجدتَ إلحاحًا على شيء، لفعلِ القبيح الذي أعرف أنه قبيح، والذي أعرف أن فيه تقصيرًا، أو فيه ذنبًا، ومعصيةً، فعليَّ أن أعرف أن ذلك من نفسي، وأنه ينبغي عليَّ أن أُربِّيها.

"النفس الأمارة بالسوء" هي أصل النفوس؛ عمومُ الناس تأمرهم نفوسُهم بالسوء. فإذا ما ارتقينا إلى ما بعدها، أي إلى "النفس اللوَّامة"، وجدنا هناك نزاعًا بين الإنسان وبين نفسه؛ مرةً تأمره بالمنكر، فيحاول أن لا يستجيب، ومرةً يستجيب ثم يتوب ويرجع، ويدخل في منازعة، وفي أخذٍ وردٍّ معها، إلى أن تستقر على "النفس المُلهَمة"، وهي الدرجة الثالثة من درجات النفس.

وبعضُهم قال: إن هذا بداية الفناء، وأن النفوس ثلاثة: "أمارة، ولوامة، وملهمة".

وبعضهم قال: إننا لا نكتفي ببداية الكمال، بل علينا أن نترقَّى فوق ذلك إلى أن نصل إلى: "الراضية، والمرضية، والمطمئنة، والكاملة".

وعلى كل حال، فهذه المراحل تبدأ في عموم الناس، مسلمِهم وكافرِهم، تبدأ بالنفس الأمارة بالسوء. إلا أن هذه النفس الأمارة عندها استعداد لأن تتحول إلى نفسٍ لوامة، وهذه النفس اللوامة لديها استعداد لأن تتحول إلى النفس الملهمة؛ فالاستعداد موجود، ولكن الشائع أن نفس الإنسان من قبيل النفس الأمارة بالسوء.