قال الباحث الأثري تامر المنشاوي، إن الموقع السابق لضريح الإمام ورش في حوش عائلة عبدالفتاح بك محرم، الكائن خلف سور وباب حديد قديم، متلاحماً مع تقاطع شارعي الفارسي وابن حبيش المؤديان إلى شارع ابن الجباس مروراً إلى جبانة الإمام الشافعي.
ضريح الإمام ورش
وأوضح تامر، أن موقع ضريح الإمام ورش، مازال يحتفظ بروحه القديمة، يجاوره مقابر عائلة محرم عنه يمنيه، واصفاً الإمام بـ القارئ العظيم محل التقدير والتوقير وزيارات من أهل العلم من محبيه عبر أجيال طويلة.
وأشار الباحث الأثري، إلى ضريح أخر لـ الإمام وكيع بن الجراح، زاحد من أقدم نماذج العمارة الجنائزية، واصفاُ واجهتة الحجرية المطرز بـ الحجر الرملي، وتعلو فتحاتها زخارف دقيقة وشرفات مميزة.
وتابع قائلاً: إن ضريح الإمام وكيع، يغلق بابه خشب أخضر يجاوره شباك حديدي، مما يؤكد المكانة العلمية له، وكتب داخل الضريح عبارات مدح الإمام الشافعي لشيخة وكيع.
وأفاد أن الضريح من الداخل، عبارة عن ضريح رئيسي تعلوه قبة صغيرة تجمع بين البساطة المعمارية وجلال التاريخ، لافتا إلى أن الرخامة الحجرية التاريخية التي كانت تتصدر واجهة ضريح الإمام وكيع، والمكتوب عليها "مقام الإمام وكيع مُقرئ الإمام الشافعي، جدده توفيق صبيح الطحاوي سنة 1359 هـ"، كما جرى نقل اللوحة الخاصة بالإمام ورش التي جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم هنا يرقد الشيخ ورش 728 – 812م".
وأعرب الباحث، عن أمنياته بـ إنشاء مسجد ومدرسة تحمل اسم الإمام ورش، تخليداً لصاحب إحدى أشهر روايات القرآن الكريم في العالم الإسلامي.
واستعرض المنشاوي السيرة العلمية للرجلين قائلاً: إن الإمام ورش هو عثمان بن سعيد المصري، أحد أشهر رواة قراءة نافع المدني، وصاحب الرواية التي انتشرت في المغرب العربي وأرجاء واسعة من العالم الإسلامي وُلد في مصر، وتميز بحسن صوته ودقته في الأداء، فأصبح من أعلام القرّاء وارتبط اسمه بمدرسة تلاوة عريقة لا تزال متّبعة حتى اليوم.
أما الإمام وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي فهو أحد كبار المحدّثين وشيوخ الإمام الشافعي، وكان من أعمدة مدرسة الحديث في القرن الثاني الهجري، عُرف بثقته وصرامته وورعه، وخلّد أثره في كتب السنة والفقه، وقد جمعته بالإمام الشافعي علاقة علمية أثمرت واحدة من أشهر أبيات الحكمة في التراث الإسلامي.











