شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إلى جانب توقيع أمر شراء الوقود النووي.
وتأتي هذه الخطوة كإنجاز مهم في مسيرة استكمال المشروع النووي العملاق، بالتزامن مع احتفال مصر بيوم الطاقة النووية السنوي الخامس.

فصل جديد في العلاقات المصرية الروسية
يُعد مشروع محطة الضبعة النووية أحد أهم ثمار التعاون بين مصر وروسيا في العقد الأخير، حيث تحمل العلاقات الثنائية تاريخًا ممتدًا من المشروعات الاقتصادية المهمة.
وقد أكد الرئيسان السيسي وبوتين خلال الفعالية أن هذه الخطوة تمثل فصلًا جديدًا من التعاون الاقتصادي بين البلدين، يهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية بطريقة آمنة ومستدامة.
تصريحات الرئيس الروسي
أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محطة الضبعة النووية تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة في مصر، بما يساهم في دعم التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
وأكد أن المحطة ستنتج سنويًا نحو 4800 ميجاوات من الكهرباء، أي ما يعادل 10% من الاستهلاك المحلي، وهو ما يعكس القدرة الإنتاجية المتنامية للمشروع.
وأوضح الرئيس الروسي أن نحو 16 ألف عامل يعملون في المحطة، أغلبهم من المصريين، وهو ما يعزز معدلات التشغيل ويخفض نسب البطالة.
كما أن المشروع يساهم في تطوير مهارات جديدة للمهندسين والعلماء المصريين، ويدعم تنافسية مصر على المستوى الدولي في قطاعات الطاقة المتقدمة.
مراحل تنفيذ المشروع
بدأت مصر في تصميم مشروع محطة الضبعة النووية عام 2017، ومرت بعدة مراحل رئيسية:
المرحلة التحضيرية: تجهيز الموقع وإنشاء البنية الأساسية، واستمرت من عام إلى أربعة أعوام.
مرحلة الإنشاء: بدأت بعد الحصول على إذن البناء، وشملت تجهيز البنية التحتية وتدريب العاملين، واستمرت نحو 5 سنوات ونصف.
مرحلة التشغيل التجريبي: تضمنت اختبارات ما قبل التشغيل لمدة 11 شهرًا، وصولًا إلى التشغيل الفعلي وإصدار ترخيص التشغيل.

مواصفات تقنية متقدمة
تتكون محطة الضبعة النووية من أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط الروسية (VVER-1200)، بقدرة إنتاجية 1200 ميجاوات لكل وحدة، وبعمر تصميمي يتجاوز 60 عامًا.
وقد صُممت المحطة وفقًا لمعايير الأمان العالمية، باستخدام تكنولوجيا الجيل الثالث المطور، التي تتوافق مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد اختير المشروع ضمن أفضل ثلاثة مشروعات نووية عالميًا من حيث الانطلاق والتنفيذ.
العوائد الاقتصادية والبيئية
أمن الطاقة: من المتوقع أن تبلغ الطاقة الإجمالية للمحطة عند التشغيل 4800 ميجاوات، بما يعادل إنتاج 35 مليار كيلووات/ساعة سنويًا.
توفير الغاز الطبيعي: ستوفر المحطة نحو 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، يمكن توجيهها للصناعات البتروكيماوية بدلًا من استخدامها في توليد الكهرباء.
طاقة نظيفة: تُصنف الطاقة النووية كطاقة صديقة للبيئة لا تسبب انبعاثات كربونية، ما يدعم جهود مصر في مواجهة التغير المناخي.


