على مدار العقود الماضية، لم تكن جامعة القاهرة مجرد مؤسسة تعليمية عريقة في المنطقة فحسب، بل تحولت إلى منارة فكرية ومركز ثقل أكاديمي يحظى بتقدير واسع من قادة العالم الذين رأوا فيها رمزًا للقوة الناعمة المصرية وشريكًا حاضرًا في مسارات التعاون الدولي.
ففي كل زيارة رسمية أو لقاء دبلوماسي يتعلق بالتعليم والبحث العلمي، يحرص كبار القادة على الإشادة بدور الجامعة التاريخي وريادتها العلمية.
إذ وصفها عدد من الرؤساء بأنها جسر حضاري يجمع بين الشرق والغرب، ومختبرًا لإنتاج المعرفة القادرة على دعم الشراكات مع دولهم.
وأكد رؤساء دول آسيوية وأوروبية أن الجامعة تمثّل “بوابة مصر نحو المستقبل”، وأنها نموذج للجامعات التي تجمع بين أصالة التاريخ وحداثة العلم.
كما عبّر مسؤولون دوليون رفيعو المستوى عن تقديرهم لمكانة الجامعة باعتبارها واحدة من أكبر مؤسسات التعليم العالي تأثيرًا في الشرق الأوسط وإفريقيا، مشيدين بقدرتها على احتضان طلاب من عشرات الجنسيات، ما يجعلها—وفق وصفهم—“ساحة للتنوع الثقافي وتشكيل القيادات المستقبلية”.
و فيما يلي أبرز ما قاله عدد من هؤلاء القادة عن جامعة القاهرة
باراك أوباما
في 4 يونيو 2009، ألقى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما خطابًا معروفًا في قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة، تحت عنوان «بداية جديدة».
وصف أوباما الجامعة بأنها “مصدر لتقدم مصر” عبر أكثر من قرن من الزمن، وشدّد على أنها تمثل “تناغمًا بين التقاليد والتقدّم”.
كما دعا إلى بناء علاقة جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي “على أساس المصالح والاحترام المتبادل”، مؤكدًا أن أمريكا والإسلام “لا تتعارضان بالضرورة، بل تتقاطعان في مبادئ مثل العدالة والتقدم والكرامة الإنسانية.”
أوباما رأى في التعليم والعلوم محورًا أساسيًا لهذا التعاون: أعلن عن خطط لتعزيز شراكات تعليمية واقتصادية وتقنية مع الدول الإسلامية، بما في ذلك مجالات الصحة والتعليم.
إيمانويل ماكرون
خلال زيارته لجامعة القاهرة في أبريل 2025، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن فخره بعراقة الجامعة، وأشاد بقدراتها الأكاديمية في المنطقة.
وشدّد ماكرون على أهمية الابتكار والبحث العلمي، مؤكّدًا أن التعاون بين فرنسا ومصر يجب أن يركز على “التعليم الحر”، والتفكير النقدي، وإتاحة الفرصة للشباب كي يكونوا مبدعين ومبتكرين، وليسوا مجرد مستهلكين للتكنولوجيا.
كما دعا الطلاب إلى استغلال الحرية الأكاديمية في الجامعات لبناء مستقبلهم بأنفسهم، من خلال المعرفة والتعلم، وليس الاعتماد على الإملاءات.
ماكرون أظهر أيضًا التزامًا قويًا بتوسيع التعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية، والتوسع في برامج البحوث المشتركة والتبادل الأكاديمي.
الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ
في زيارته لـ جامعة القاهرة مؤخرًا، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ عن مبادرة “SHINE”، تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين كوريا ومصر.
وقال لي إن الحكومة الكورية ستعمل على توسيع تبادل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ومنح مزيد من المنح الدراسية للطلاب المصريين.
كما وصف جامعة القاهرة بأنها شريك محوري في مسار بناء اقتصاد المعرفة، داعيًا إلى دعم المشاريع المشتركة في الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن لي مساهمة مبدئية بقيمة 10 ملايين دولار لمبادرة إنسانية في مصر كجزء من “SHINE”، في رسالة تعكس التزام كوريا بمساندة مصر ودعم الاستقرار والتنمية.
جورو ماتسوت، رئيس وزراء صربيا
زار رئيس وزراء صربيا، جورو ماتسوت، جامعة القاهرة في يونيو 2025، وألقى محاضرة تذكارية في قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة.
وأعرب ماتسوت عن تقديره العميق لجامعة القاهرة وكلية طب قصر العيني، مشيرًا إلى أن الزيارة تمثّل “فرصة لتبادل الرؤى العلمية” والاطلاع على أحدث الأبحاث.
في كلمته، استعرض رئيس الوزراء الصربي أحدث الطرق العلاجية لمتلازمة تكيس المبايض، مؤكّدًا أن الجامعة المصرية تتيح أرضية هامة للتعاون البحثي الدولي في الصحة.
كما شدّد على أهمية الإعلام في نقل نتائج الأبحاث إلى المجتمع، والرغبة في تأسيس شراكة دائمة بين مؤسسات التعليم العالي في مصر وصربيا.
هذه التصريحات من قادة عالميين من دول متعددة تُبرز مكانة جامعة القاهرة الدولية، ليس فقط كمؤسسة تعليمية عريقة، بل كمركز فاعل في البحث العلمي، الابتكار، والحوار الفكري بين الشعوب
