في حدث جيولوجي نادر، عاد بركان هايلي غوبي في شمال إثيوبيا إلى النشاط للمرة الأولى منذ نحو 12 ألف سنة، مطلقا أعمدة هائلة من الرماد البركاني وصلت إلى ارتفاع يتراوح بين 10 و15 كيلومترا في الغلاف الجوي.
وأكدت السلطات الإثيوبية أن الثوران وقع صباح الأحد في منطقة عفر، ما أدى إلى تغطية قرية أفديرا المجاورة بطبقات كثيفة من الرماد والغبار.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية ومركز تولوز الاستشاري للرماد البركاني (VAAC) سحبًا ضخمة من الرماد تمتد شرقًا نحو البحر الأحمر، مع تأثيرات وصلت إلى أجواء عُمان واليمن.
بركان هايلي غوبي عملاق نائم في قلب عفر
يقع البركان في منطقة صحراء داناكيل المعروفة ببيئتها القاسية ومعالمها الجيولوجية الفريدة، ويعد من المواقع التي تجذب الباحثين والسياح ولم يُسجل لهذا البركان أي نشاط خلال العصر الهولوسيني، ما يجعل ثورانه الأخير الأول في تاريخ الرصد الحديث.

الثوران المفاجئ – على الرغم من قصر مدته – كان كافيا لإطلاق كميات كبيرة من الرماد وغاز ثاني أكسيد الكبريت، مما جعله محط متابعة دولية دقيقة.
هل يؤثر الثوران على المناخ؟
يعتمد تأثير البركان على المناخ العالمي والمحلي على كمية الغازات التي تصل إلى طبقة الستراتوسفير، خصوصًا ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)، الذي يتحول إلى جسيمات كبريتات تعكس أشعة الشمس.
تأثيرات محتملة:
انخفاض طفيف في درجات الحرارة العالمية قد يستمر من بضعة أشهر إلى سنة.
اضطراب أنماط الأمطار في مناطق شرق إفريقيا والشرق الأوسط.
احتمال حدوث تغيرات محلية في الغيوم وهطول الأمطار.
هذه الظواهر رصدت سابقا في ثورانات كبرى، أبرزها تامبورا عام 1815 الذي تسبب في “عام بلا صيف”.
كيف يهدد الرماد البركاني البشر والبنية التحتية؟
يمثل الرماد البركاني أحد أخطر نواتج الثوران، نظرًا لطبيعته الحادة واحتوائه على شظايا زجاجية يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة.
التأثيرات الصحية:
مشاكل تنفسية عند استنشاق الجسيمات الدقيقة.
تهيج العينين والجلد.
إمكانية حدوث اختناق عند التعرض لكميات كبيرة من الرماد أو الغازات السامة مثل الفلورين.
الأضرار الاقتصادية والبيئية
تلف المحاصيل ونفوق الحيوانات.
انسداد شبكات المياه والصرف الصحي.
تعطل محركات المركبات وتضرر المباني عند تراكم الرماد المبتل.

خطر كبير على الطيران
يمثل الرماد البركاني تهديدا مباشرا للطائرات بسبب احتمال تعطل المحركات، كما حدث في ثوران إيافيالايوكل في آيسلندا 2010 والذي أدى إلى إلغاء 100 ألف رحلة وخسائر بلغت 2.6 مليار دولار.
كما أن بعض الثورانات، مثل تشيتين 2008، أظهرت قدرة الرماد على الانتقال لمسافات تفوق 1000 كيلومتر.
البيانات الفضائية المصدر الرئيسي لمراقبة الثوران
وتعد منطقة البركان نائية وقليلة السكان، ما يجعل الاعتماد على الأقمار الصناعية ضروريا لتقييم تطورات الثوران.
وقد كشفت البيانات الأخيرة عن كميات كبيرة من SO₂ وأعمدة رماد مستمرة، ما يشير إلى أن النشاط البركاني قد يتواصل خلال الأيام المقبلة.
متابعة مستمرة وتحذيرات قائمة
ويعد ثوران هايلي غوبي تذكيرا قويا بقدرة الطبيعة على المفاجأة، وبالأثر الواسع للرماد البركاني على البيئة، الصحة، الاقتصاد، والطيران، ما يجعل الاستعداد لمثل هذه الظواهر ضرورة ملحة.


