لم يكن أحد يتوقع أن يعود الشاب هيثم أحمد، الذي صنع واحدة من أشهر لقطات الضحك على مواقع التواصل قبل سنوات، في مشهد يحمل كل هذا القدر من الحزن. فبعد أن عرفه الجمهور بضحكته التلقائية ورقصته الشهيرة فوق سطح منزله، عاد اليوم في صورة مختلفة تمامًا صورة تعكس رحلة معاناة قاسية وواقعًا صادمًا دفع الكثيرين للتساؤل.. ماذا جرى لصاحب تريند “إنتش واجري”؟
ظهور صادم يُثير التعاطف والقلق
انتشر خلال الساعات الماضية مقطع فيديو جديد لهيثم أحمد، بدا فيه مرتديًا ملابس مهترئة ويتجول في أحد شوارع القاهرة في هيئة قريبة من المشردين. لم يكن الضحك حاضرًا كما اعتاد الجمهور، بل حلّ مكانه شعور عميق بالأسى والقلق على حالته الصحية والنفسية.
وتداول رواد مواقع التواصل الفيديو بشكل واسع، وسط مطالبات بمساعدته والوقوف بجانبه، خاصة بعد أن ظهر في حالة إعياء واضحة أثارت تعاطفًا كبيرًا بين الناس.
من تريند الضحك إلى واقع مؤلم
قبل نحو ثلاث سنوات، تصدر هيثم مواقع التواصل بعد أن نشر فيديو قصير يرقص فيه بتلقائية فوق سطح منزله، مرتديًا نظارة شمسية وعلى أنغام “Smooth Criminal” لمايكل جاكسون، مع كلمات غير مفهومة أصبحت مادة للتقليد والمرح. لم يكن يعرف أن هذا المشهد سيعود ليطارده لاحقًا، ولكن هذه المرة دون ابتسامات أو مشاركات ساخرة.
معاناة عائلية وغياب الدعم
وبحسب مقربين منه، يعيش هيثم في منطقة حدائق القبة بالقرب من قسم الوايلي. توفي والده منذ سنوات، بينما ما زالت والدته على قيد الحياة، في حين يعيش بعض أشقائه في شرم الشيخ والغردقة، تاركينه دون رعاية أو متابعة، وهو ما زاد من تدهور حالته الصحية والنفسية.
خروج من السجن وتدهور جديد
وخرج هيثم قبل عام من السجن بعد قضائه عقوبة في قضية سرقة بغبغانات بلغت قيمتها 70 ألف جنيه. ومنذ خروجه، بدأ يتجول في الشوارع ويتعاطى دواء “توسكان” المخصص للأطفال، والذي يحتوي على مادة مخدرة تؤثر بشدة على القدرات العقلية والسلوك اليومي.
بين الوعي والإدمان.. صراع يومي
ورغم حالته، يؤكد البعض ممن تحدثوا معه أنه شاب متعلم وقادر على الاستيعاب والاستجابة للنصح، بل ويشارك أحيانًا في أحاديث دينية وينصح الآخرين. إلا أن تأثير المواد المخدرة التي يتناولها يخلق له حالة من التذبذب بين الوعي والاضطراب، مما يزيد حاجته إلى تدخل طبي عاجل ورعاية اجتماعية حقيقية.
اعتراف قديم.. “كنت مريض نفسي وخفيت”
وفي مقطع قديم يعود لعام 2022، ظهر هيثم عبر “تيك توك” وهو يروي جانبًا مخفيًا من حياته، معترفًا بأنه كان يعاني من مرض نفسي ولديه المستندات التي تثبت حالته، مؤكّدًا أنه تحسَّن وقتها بفضل أشخاص وقفوا إلى جواره. لكن الظروف القاسية التي مرّ بها، إلى جانب غياب الدعم والمتابعة، دفعاه من جديد إلى السقوط في دوامة المعاناة التي ظهر أثرها بوضوح في الأيام الأخيرة.
قصة هيثم أحمد لم تعد مجرد ذكرى لرقصة طريفة صنعت تريند لعدة أشهر، بل تحولت إلى حكاية إنسان فقد توازنه وسط صخب الحياة، وانسحب بهدوء إلى الهامش دون أن يشعر به أحد. ظهوره الأخير ليس مادة للتسلية أو إعادة نشر المقاطع القديمة، بل رسالة مؤلمة تطالب بأن تمتد له يد العون. قد تكون هذه العودة المؤلمة فرصة لإنقاذ شاب ما زال بإمكانه الوقوف من جديد، إذا وجد من يستمع إليه ويمسك بيده قبل أن يبتلعه الظلام تمامًا.
https://www.tiktok.com/@belalsead00/video/7575470161356934418