تتعدد الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى فقدان الوزن مما يسمح لكل فرد باختيار ما يلائم احتياجاته الصحية لكن بعض الأشخاص يلجؤون إلى أنظمة قاسية أملاً في خسارة سريعة للوزن في وقت قصير وهي أنظمة قد تبدو فعالة في البداية لكنها تحمل مخاطر صحية كبيرة قد تمتد آثارها على المدى الطويل وفق ما أشار إليه خبراء التغذية ومنصات طبية عالمية مثل موقع India Today
مضاعفات الريجيم القاسي
الحميات القاسية من أكثر الأساليب خطورة على الصحة إذ تتسبب في ضغط كبير على الجسم قد يؤدى إلى اضطراب توازن الإلكتروليتات واختلال نظم القلب وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى توقف القلب المفاجئ كما أن الحد المفرط من تناول الفاكهة والخضراوات يحرم الجسم من عناصر أساسية تحميه من أمراض القلب والسرطان ويؤدى نقص الكالسيوم خصوصًا لدى النساء دون سن الثلاثين إلى إضعاف كثافة العظام وزيادة احتمالية الإصابة بهشاشة العظام مستقبلًا.
فقدان كتلة العضلات
على الرغم من أن الأنظمة القاسية قد تمنح انخفاضًا سريعًا في الوزن إلا أن هذا الانخفاض يكون غالبًا نتيجة فقدان الماء وكتلة العضلات الهزيلة لا الدهون الحقيقية مما يضر بسلامة البنية العضلية ويضعف قدرة الجسم على حرق السعرات لاحقًا.
اضطرابات الجهاز الهضمي
ينتج عن اتباع الدايت المفرط تباطؤ واضح في عملية الأيض مما يقلل من قدرة الجسم على تحويل الغذاء إلى طاقة كما تبطؤ وظائف الجهاز الهضمي فيحدث الإمساك ومشكلات الهضم التي تؤثر بشكل مباشر على الشعور بالراحة والنشاط.
رائحة الفم الكريهة وتأثير البكتيريا المعوية
يُسبب التغيير المفاجئ في نمط الطعام اضطرابًا في توازن البكتيريا المعوية مما يزيد من البكتيريا الضارة ويؤثر على صحة الجهاز الهضمي وينعكس ذلك على الحالة النفسية نظرًا لارتباط بعض السلالات النافعة بإنتاج نواقل عصبية تتواصل مع الدماغ وتؤثر على المزاج والسلوك فيظهر ذلك في صورة رائحة فم كريهة وتدهور عام في الشعور بالراحة.
انخفاض الطاقة والخمول
يلاحظ متبعو الأنظمة القاسية انخفاضًا ملحوظًا في الوزن خلال الأسابيع الأولى لكن معظم هذا الفقدان يكون من مخزون الماء والجليكوجين مما يسبب شعورًا بالتعب إضافة إلى نقص فيتامينات ب والحديد والمغنيسيوم وهي عناصر أساسية للحيوية والنشاط فيؤدى انخفاضها إلى الخمول وضعف القدرة على ممارسة الرياضة.
الطريقة الصحية لفقدان الوزن
لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب جميع الأشخاص ولكن توجد مبادئ عامة يمكن الالتزام بها للحفاظ على الوزن وصحة الجسم وأبرزها ما توصي به مراكز طبية مثل كليفلاند كلينك.
اتباع نظام غذائي متوازن
أفضل أسلوب لفقدان الوزن هو النظام المتوازن الذي يضم مختلف العناصر الغذائية الضرورية دون حرمان قاس ويُعد النظام الغذائي المتوسطي مثالًا بارزًا على الأنظمة الصحية القادرة على تحقيق نتائج آمنة ومستدامة.
بناء العضلات أثناء فقدان الوزن
لا يعتمد فقدان الوزن الصحي على الطعام فقط بل يتطلب نشاطًا بدنيًا مناسبًا فتمارين المشي تقوّى القلب وتحرق السعرات بينما تسهم تمارين القوة كرفع الأثقال أو تمارين المقاومة في زيادة الكتلة العضلية مما يرفع معدل الحرق ويحسن تكوين الجسم.
أهمية النوم الجيد
يؤدى نقص النوم إلى اضطراب هرمونات الجوع مما يزيد الرغبة في تناول الطعام ويجعل الالتزام بأي خطة غذائية أكثر صعوبة لذا يُنصح بالنوم سبع ساعات على الأقل يوميًا واستشارة الطبيب عند مواجهة صعوبات مستمرة في النوم.
إيجاد التوازن والاستمرارية
أفضل نظام غذائي هو ذلك الذي يستطيع الفرد الالتزام به لفترات طويلة فالتغيير يحتاج وقتًا وتدرجًا ومن المهم اختيار نظام يسمح بمرونة معتدلة مثل تناول قطعة شوكولاتة أو شريحة بيتزا أحيانًا لأن الاستدامة هي مفتاح النجاح الحقيقي في رحلة إنقاص الوزن.

