قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا ألغت السعودية المقابل المالي على العمالة الوافدة؟

السعودية
السعودية

في خطوة وُصفت بأنها تحول استراتيجي كبير في مسار دعم الصناعة، أعلنت المملكة العربية السعودية إلغاء المقابل المالي المفروض على العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية المرخّصة، في قرار يعكس حجم الدعم غير المسبوق الذي يحظى به القطاع الصناعي من قبل القيادة السعودية.

لماذا ألغت السعودية المقابل المالي على العمالة الوافدة

جاء قرار إلغاء المقابل المالي امتدادًا مباشرًا لسياسات التمكين والتحفيز التي تبنتها الدولة خلال السنوات الماضية، في ظل قناعة راسخة بأهمية القطاع الصناعي كقطاع استراتيجي قادر على توليد قيمة مضافة حقيقية، وتعزيز مساهمة الاقتصاد غير النفطي، والبناء على النجاحات الكبيرة التي تحققت خلال مرحلتي الإعفاء الأولى والثانية، والتي أثبتت بالأرقام فاعلية هذا النهج.
 


ماذا يعني إلغاء المقابل المالي فعليًا

يمثل إلغاء المقابل المالي خطوة حاسمة لتعزيز تنافسية الصناعة السعودية على المستويين الإقليمي والعالمي، عبر خفض التكاليف التشغيلية المفروضة على المصانع، بما يسمح بإعادة توجيه الموارد المالية نحو تطوير العمليات الإنتاجية، ورفع كفاءة التشغيل، والتوسع في خطوط التصنيع، بدلًا من استنزاف السيولة في رسوم تشغيلية.

تأثير القرار على الصادرات غير النفطية

يسهم القرار بشكل مباشر في دعم توسع الصادرات السعودية غير النفطية وزيادة قدرتها على النفاذ إلى الأسواق العالمية، ما يعزز مكانة المملكة داخل سلاسل الإمداد الدولية، ويدعم مستهدفات التحول إلى اقتصاد صناعي متنوع وقادر على المنافسة عالميًا، خاصة في ظل الطلب المتزايد على المنتجات الصناعية ذات القيمة المضافة.

القطاع الصناعي وجهة استثمارية جاذبة

ويؤكد إلغاء المقابل المالي المكانة المتقدمة التي بات يحتلها القطاع الصناعي كأحد أكثر القطاعات جذبًا للاستثمارات المحلية والدولية ضمن رؤية 2030، في ظل الاهتمام الحكومي الواسع، وتوافر ممكنات محفزة داخل منظومة الصناعة والثروة المعدنية، أسهمت في بناء قاعدة صناعية واسعة، وتعزيز النمو الاقتصادي، ورفع تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق الخارجية.
 

قرار من مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد

وفي خطوة تحمل أبعادًا اقتصادية واستراتيجية عميقة، أقر مجلس الوزراء السعودي، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلغاء المقابل المالي على العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية المرخصة، في قرار يعكس تحولًا محسوبًا في أدوات دعم القطاع الصناعي، ويؤكد موقع الصناعة كأحد أعمدة التحول الاقتصادي ضمن رؤية السعودية 2030.

أبعد من إعفاء مالي مؤقت

ولا يمكن النظر إلى القرار باعتباره مجرد تخفيف أعباء مالية، بل يأتي ضمن رؤية أوسع لإعادة هندسة تنافسية الصناعة السعودية إقليميًا وعالميًا، إذ يستهدف خفض التكاليف التشغيلية للمصانع، وتمكينها من توجيه الموارد نحو التوسع ورفع الإنتاجية وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، من الأتمتة إلى الذكاء الاصطناعي.

من الإعفاء المؤقت إلى الإلغاء الكامل

وخلال السنوات الست الماضية، تحملت الدولة السعودية المقابل المالي نيابة عن المصانع، وهو ما أثبت جدواه بالأرقام والمؤشرات، الأمر الذي شجّع على الانتقال من مرحلة الإعفاء المؤقت إلى الإلغاء الكامل، باعتباره خيارًا استراتيجيًا طويل الأمد، وليس إجراءً استثنائيًا محدود الأثر.

أرقام تشرح دوافع القرار

النتائج التي حققها القطاع الصناعي خلال فترة الإعفاء شكلت الأساس الصلب لهذا القرار، إذ ارتفع عدد المنشآت الصناعية من 8,822 مصنعًا في عام 2019 إلى أكثر من 12 ألف منشأة بنهاية عام 2024، وزادت الاستثمارات الصناعية بنسبة 35% لتصل إلى 1.22 تريليون ريال.

كما نمت الصادرات غير النفطية بنسبة 16% لتبلغ 217 مليار ريال، وقفز عدد الوظائف الصناعية بنسبة 74% ليصل إلى 847 ألف وظيفة، وارتفعت نسبة التوطين من 29% إلى 31%، فيما نما الناتج المحلي الصناعي بنسبة 56% متجاوزًا 501 مليار ريال، وهي مؤشرات أكدت أن دعم التكاليف لم يكن على حساب التوطين أو الكفاءة.

دعم خاص للمصانع الصغيرة والمتوسطة

ويُعد دعم المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة أحد أبرز أهداف إلغاء المقابل المالي، إذ تواجه هذه الفئة عادة ضغوطًا أعلى في التكاليف مقارنة بالشركات الكبرى، ويعمل القرار كشبكة أمان تضمن استمرارية هذه المنشآت، وتحفزها على الاستثمار في التقنيات الحديثة بدلًا من استنزاف مواردها في المصروفات التشغيلية.

وتشير تقديرات رسمية إلى أن نحو 10 آلاف مصنع يعمل بها قرابة 1.4 مليون موظف سيستفيدون بشكل مباشر من هذا القرار، ما ينعكس إيجابًا على استدامة القطاع الصناعي ككل.

الصناعة في صميم رؤية السعودية 2030

يأتي القرار ضمن أهداف أكثر طموحًا، إذ تستهدف السعودية مضاعفة الناتج المحلي الصناعي بنحو ثلاثة أضعاف ليصل إلى 895 مليار ريال بحلول عام 2035، وطرح أكثر من 800 فرصة استثمارية صناعية بقيمة تريليون ريال، إلى جانب تمكين الاستثمارات الأجنبية ونقل التقنيات المتقدمة، وتعزيز انتشار الصادرات غير النفطية في أكثر من 180 دولة عبر برامج مثل «صنع في السعودية».