أظهر بحث علمي حديث، أن آلاف الأنهار الجليدية حول العالم ستختفي سنويًا في العقود المقبلة؛ إذا استمر الاحترار المناخي دون كبح جماحه، وقد يتبقى منها جزءٌ ضئيل بحلول نهاية هذا القرن.
ودعت الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر كلايمت تشينج تحت إشراف عالم الجليد لاندر فان تريخت، إلى ضرورة تبني سياسات مناخية أكثر طموحًا للحد من الخسائر الجسيمة التي تنتظر هذه الأنهار إذا لم يتم التحكم في ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
ذروة انقراض الأنهار الجليدية
تتبع الباحثون في دراستهم أكثر من 211 ألف نهر جليدي عبر صور الأقمار الاصطناعية وبيانات عالمية، بهدف تحديد السنة التي سيبلغ فيها عدد الأنهار الجليدية المفقودة ذروته، وهو ما أطلقوا عليه «ذروة انقراض الأنهار الجليدية».
يستخدم الفريق نماذج حاسوبية تتراوح بين سيناريوهات احترار معتدلة، مثل ارتفاع 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، وصولًا إلى أسوأ السيناريوهات التي تتوقع زيادة قدرها 4 درجات مئوية.
وتشير النتائج إلى أن العالم يفقد حاليًا نحو 1000 نهر جليدي سنويًا، لكن هذا المعدل سيتصاعد بشكل ملحوظ، وأنه حتى إذا تم تحقيق هدف اتفاقية باريس للحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية؛ فمن المتوقع أن يفقد العالم نحو 2000 نهر جليدي سنويًا بحلول عام 2041.
وفي هذه الحالة، قد تبقى نحو 96 ألف نهر جليدي بحلول عام 2100، ما يمثل أقل من نصف العدد الحالي.
توقعات الاحترار العالمي
المعطيات المترتبة على السياسات الحكومية الحالية والتزامات الدول تشير إلى أن الاحترار العالمي قد يصل إلى 2.7 درجة مئوية في المستقبل القريب، ما يؤدي إلى تسريع فقدان الأنهار الجليدية إلى نحو 3000 نهر سنويًا بين 2040 و2060.
وفي هذا السيناريو، من المتوقع أن يتبقى نحو 44 ألف نهر جليدي فقط بحلول نهاية القرن.
أما في أسوأ الظروف، إذا وصلت الزيادة في درجات الحرارة إلى 4 درجات مئوية؛ فإن فقدان الأنهار الجليدية سيتسارع ليصل إلى 4000 نهر سنويًا بحلول منتصف القرن، وقد تتبقى فقط نسبة ضئيلة جدًا منها بحلول عام 2100، تقدر بنحو 9٪ من إجمالي الأنهار التي كانت موجودة.
ورغم أن الأنهار الجليدية الصغيرة تُسهم بشكل أقل في ارتفاع مستوى سطح البحر مقارنة بالأنهار الكبيرة؛ فإن فقدانها يمكن أن ينعكس سلبًا على السياحة والأنظمة البيئية والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها اقتصاديًا وثقافيًا.
كما أن اختفاء أي نهر جليدي، مهما كان حجمه، قد يُحدث تغيرات بيئية محلية ملموسة، وفق ما أكده الباحثون المشاركون في الدراسة.





