يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية، اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025، ظاهرة فلكية لافتة تُعرف بـ«الانقلاب الشتوي»، حيث يُسجّل هذا اليوم أقصر نهار وأطول ليل خلال العام، معلنًا البداية الفلكية لفصل الشتاء، في مقابل ذروة فصل الصيف في النصف الجنوبي من الكوكب.
ما هو الانقلاب الشتوي؟
يحدث الانقلاب الشتوي عندما تميل الأرض في دورانها حول الشمس بحيث يصبح القطب الشمالي مائلا بعيدًا عنها، فتصل أشعة الشمس عمودية تمامًا على مدار الجدي عند خط عرض 23.5 درجة جنوبا.
ونتيجة لذلك، تبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها في السماء بالنسبة لسكان النصف الشمالي، ما يؤدي إلى تقليص ساعات النهار إلى الحد الأدنى خلال العام.
أقصر نهار وأطول ليل
يمثل يوم الانقلاب الشتوي ذروة فصل الشتاء فلكيا، حيث لا يتجاوز طول النهار في المتوسط نحو 10 ساعات فقط، مقابل قرابة 14 ساعة من الليل.
وتظهر الشمس في هذا اليوم منخفضة للغاية وقت الظهيرة، ليصبح ظل الإنسان أطول ما يكون على سطح الأرض.
وفي بعض المناطق الشمالية، تتراجع ساعات الإضاءة بشكل لافت؛ إذ يبلغ طول النهار في مدن مثل موسكو نحو 6 ساعات و59 دقيقة و51 ثانية فقط، مقارنة ببداية ديسمبر حين كان النهار يستمر لنحو 7 ساعات و27 دقيقة.
أرقام فلكية صادمة لمحبي النهار
وبحسب تصريحات عالمة الفلك الروسية ليودميلا كوشمان، رئيسة قسم الدعم المنهجي في قبة موسكو الفلكية، فإن يوم 21 ديسمبر 2025 هو الأقصر من حيث ساعات الإضاءة في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
وأوضحت أن تقلص النهار بدأ تدريجيًا منذ مطلع ديسمبر، ليصل إلى ذروته في يوم الانقلاب الشتوي.
لماذا لا يرتبط الأمر ببعد الأرض عن الشمس؟
على عكس الاعتقاد الشائع، لا يحدث الانقلاب الشتوي بسبب ابتعاد الأرض عن الشمس، بل نتيجة ميل محور الأرض أثناء دورانها حولها.
ففي هذا التوقيت من العام، تكون الأرض في الواقع أقرب نسبيا إلى الشمس، إلا أن زاوية ميل المحور هي العامل الحاسم في توزيع الضوء والحرارة بين نصفي الكرة الأرضية.
من أقصر نهار إلى زيادة تدريجية في الضوء
مع انتهاء يوم الانقلاب الشتوي، تبدأ ساعات النهار في الازدياد تدريجيًا، حيث يرتفع مسار الشمس يومًا بعد آخر في السماء.
وبحلول نهاية ديسمبر، يصل طول النهار إلى نحو 7 ساعات و5 دقائق، وتستمر هذه الزيادة حتى 21 يونيو 2026، موعد الانقلاب الصيفي، الذي يشهد أطول نهار في السنة بمدة تقارب 17 ساعة و33 دقيقة.
دورة كونية متوازنة
يمثل الانقلاب الشتوي نقطة تحول مهمة في الدورة الشمسية السنوية، إذ يبدأ بعده العد التنازلي نحو أيام أطول وضوء أكثر، وصولا إلى الاعتدال الربيعي في 20 مارس، حين يتساوى الليل والنهار.
وتبقى هذه الظواهر الفلكية شاهدًا دقيقًا على انتظام النظام الكوني الذي يحكم تعاقب الفصول وحياة الإنسان على كوكب الأرض.


