أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة يعكس سياسة ممنهجة تتبعها إسرائيل منذ شهور، تقوم على فرض الحصار والتجويع كأداة ضغط، دون الحاجة إلى مبررات أو ذرائع قانونية أو سياسية.
أوضح، في مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»، أن إسرائيل دأبت على التنصل من التزاماتها الدولية، بما في ذلك التفاهمات المتعلقة بوقف إطلاق النار، والتي تنص على السماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، معتبرًا أن الادعاءات الإسرائيلية بشأن مخاوف وصول المساعدات إلى فصائل فلسطينية ليست سوى غطاء لمخطط يستهدف إفراغ القطاع من مقومات الحياة الأساسية.
وأشار سلامة إلى أن تعثر الانتقال إلى المرحلة التالية من التفاهمات يعود إلى ما وصفه بـ«سياسة التسويف المتعمد»، حيث تستخدم حكومة الاحتلال قضايا جزئية كأوراق ضغط لإبقاء الوضع في دائرة الصراع، في إطار حسابات سياسية داخلية وانتظارًا لتحركات دولية قد تعيد رسم المشهد.
وفي سياق متصل، حذر أستاذ العلوم السياسية من اتساع نطاق الأهداف الإسرائيلية ليشمل مناطق خارج الأراضي الفلسطينية، لافتًا إلى أن مؤشرات التصعيد تمتد إلى جنوب لبنان وجنوب سوريا، في ظل دعم أمريكي واضح. واعتبر أن بعض التصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية السابقة وفرت غطاءً سياسيًا لتلك التوجهات التوسعية.
كما نبه إلى خطورة الإجراءات الميدانية التي تنفذها إسرائيل داخل غزة، وعلى رأسها فرض خطوط فصل جديدة تُستخدم لتقسيم القطاع وخلق مناطق نفوذ عسكرية، مؤكدًا أن تلك السياسات تتزامن مع محاولات إسرائيلية لتحسين صورتها دوليًا وكسر عزلتها السياسية، رغم استمرار العمليات العسكرية وسقوط الضحايا يوميًا.
وأكد سلامة في ختام حديثه أن الدور الأمريكي لم يعد يتسم بالحياد، بل بات داعمًا بشكل كامل للنهج الإسرائيلي، ما يضعف فرص التوصل إلى تسوية حقيقية ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.