تشير تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى ولاية فلوريدا، إلى جانب التحركات الأمريكية في المنطقة، إلى اقتراب مواجهة إقليمية واسعة، فمع تعدد الساحات المفتوحة وتزايد المؤشرات العسكرية والسياسية، لم يعد السؤال المطروح هو ما إذا كانت الحرب ستندلع، بل متى.
وخلال مراسم تسليم قيادة قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، أطلق رئيس الأركان تحذيرات واضحة، مؤكدا أن “ذراع الجيش الإسرائيلي الطويلة ستواصل ضرب أي هدف تقتضيه الحاجة، على الجبهات القريبة والبعيدة”، مشددا على أن المواجهة مع إيران تمثل جوهر الصراع الممتد، في ظل اتهام طهران بتمويل وتسليح ما تصفه إسرائيل بمحور الحصار حولها.
في هذا السياق، يستعد نتنياهو للتوجه إلى فلوريدا نهاية الأسبوع لعقد قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة ينظر إليها على أنها محطة حاسمة لرسم ملامح المرحلة المقبلة، ووفق تقديرات إسرائيلية، تسعى تل أبيب إلى استغلال اللقاء لاتخاذ خطوات استراتيجية تفضي إلى واقع أمني جديد، في ظل أربع ساحات توتر رئيسية، من غزة ولبنان، مرورا بسوريا، وصولا إلى إيران.
وتبقى طهران القضية الأكثر حساسية على “رقعة الشطرنج”، فبينما تشير التقديرات إلى تجميد مرحلي لبرنامجها النووي، تواصل إيران تعزيز قدراتها الصاروخية والطائرات المسيرة، وإعادة بناء شبكاتها الإقليمية، استعدادا لأي مواجهة محتملة.
وفي المقابل، وضعت إسرائيل “خطا أحمر” للهجوم، لكنها تدرك أن تنفيذ خطوة بهذا الحجم يتطلب ضوءا أخضر أمريكيا، وربما شراكة مباشرة مع الجيش الأمريكي.
وبحسب التحليلات، فإن الطريق إلى إيران يمر عبر تنازلات وتفاهمات في غزة، وترتيبات في سوريا، وتحرك محسوب في لبنان، فيما يعمل الجيش الإسرائيلي على بلورة خطط جديدة وفهم حسابات جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة.
في المحصلة، تبدو المنطقة على حافة تحول خطير، حيث تُكتب ملامح الحرب المقبلة بالفعل، ويبقى التوقيت وحده السؤال المفتوح.



