قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أبو الغيط: مراكز الفكر العربية ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة والتنمية الشاملة

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مراكز الفكر والبحوث العربية تمثل ركيزة محورية في دعم مسارات الاستدامة والتنمية، ومساندة صانع القرار العربي في مواجهة التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم والمنطقة العربية على وجه الخصوص.

جاء ذلك خلال كلمة الأمين العام في حفل افتتاح النسخة السابعة من منتدى "دراسات"، وتدشين كتاب "البحرين وجامعة الدول العربية"، الذي عُقد في مملكة البحرين، بحضور الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة، وزير المواصلات والاتصالات ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، وعدد من المسؤولين والدبلوماسيين والباحثين.

وأوضح أبو الغيط أن منتدى "دراسات" يسعى هذا العام إلى بحث سبل التكامل الفكري العربي في قضايا الاستدامة، وتعزيز دور مراكز البحث في مساعدة صانع القرار على صياغة رؤى متوازنة حول الفرص المتاحة أمام الدول العربية لتنفيذ خططها التنموية الطموحة، في ظل تحديات عميقة وأحداث متلاحقة شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

البحرين حاضنة للفكر المستنير

كما أعرب الأمين العام عن سعادته بالمشاركة في تدشين كتاب "البحرين وجامعة الدول العربية"، لما يحمله من رمزية خاصة تعكس عمق العلاقة التاريخية والوثيقة التي تربط مملكة البحرين بالجامعة العربية.

وتوجه أبو الغيط بتحية تقدير واعتزاز إلى مملكة البحرين، مشيرًا إلى حرصها منذ خمسينيات القرن الماضي على المشاركة الفاعلة والإيجابية في أنشطة جامعة الدول العربية، حتى قبل انضمامها الرسمي إليها في 11 سبتمبر 1971، وقبل انضمامها كذلك إلى منظمة الأمم المتحدة، مؤكدًا أن البحرين كانت ولا تزال حاضنة للفكر المستنير والدبلوماسية الهادئة، وصاحبة رؤية تؤمن بأن ازدهار الوطن العربي لا يتحقق إلا بالتكامل والتضامن.

وأشاد الأمين العام بالدور القيادي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والدعم المستمر لقضايا الأمة العربية، ولا سيما الدور المؤثر الذي اضطلعت به مملكة البحرين خلال رئاستها للقمة العربية الثالثة والثلاثين، والنجاح الكبير الذي حققته في تنظيمها، سواء على مستوى التنظيم أو المخرجات السياسية والتنموية، وفي مقدمتها "إعلان البحرين" والمبادرات التي أطلقت في إطاره.

وأشار أبو الغيط إلى أن العالم والمنطقة العربية يشهدان تطورات سريعة ومتلاحقة، تتطلب مزيدًا من التكاتف والتضافر، مؤكدًا أهمية اضطلاع مراكز الفكر بدور ملموس في صياغة رؤى استراتيجية تستشرف المستقبل وتخدم الأجيال القادمة.

وأكد أن انعقاد المنتدى تحت عنوان "مَجمَع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية" لا يمثل مجرد لقاء أكاديمي، بل يشكل محطة مهمة لإحداث نقلة نوعية في تمكين مراكز الفكر العربية من أداء دورها الحيوي، وتحويلها إلى منصات فاعلة لتبادل الرؤى والأفكار والممارسات الرائدة، بما يساعد المجتمعات العربية على مواجهة التحديات واغتنام الفرص.

وشدد الأمين العام على أن دور مراكز الفكر في تحقيق الاستدامة لا يقل أهمية عن دور الحكومات والمؤسسات، داعيًا إلى العمل على تمكينها باعتبارها عقول الأمة التي تفكر وتبحث وتستشرف المستقبل، وتقدم حلولًا مبتكرة للتحديات الراهنة والمستقبلية.

وأعرب أبو الغيط عن تطلعه إلى أن تسفر أعمال المنتدى عن نقاشات ورؤى ثرية تسهم في إثراء الفكر العربي حول سبل تحقيق التنمية المستدامة في عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة، ويواجه أزمات معقدة تتطلب حلولًا غير تقليدية.

كما أعرب عن أمله في أن يشكل المنتدى حجر الأساس لتعزيز التعاون بين مراكز الفكر العربية، وإطلاق منصة تشاركية فاعلة لها، والخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تسهم في تسريع وتيرة التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتعزز دور جامعة الدول العربية في هذا المجال.

وأشار الأمين العام إلى أن مسيرة العمل العربي المشترك في مجال الاستدامة تحتاج إلى زخم فكري داعم، لافتًا إلى ما تضمنه "إعلان جدة" الصادر عن القمة العربية الثانية والثلاثين عام 2023 من توصية بتبني مبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية، مؤكدًا قدرة مراكز الفكر العربية على الاضطلاع بدور محوري في هذه المبادرة، وغيرها من المبادرات العربية، خاصة تلك التي أطلقتها مملكة البحرين ضمن "إعلان البحرين"، إضافة إلى مخرجات القمة العربية التنموية الخامسة التي عُقدت هذا العام في بغداد.

وفي سياق متصل، انتقل أبو الغيط للحديث عن تدشين الكتاب الوثائقي "البحرين وجامعة الدول العربية"، مؤكدًا أن الكتاب لا يقتصر على توثيق العلاقات الثنائية، بل يمثل سجلًا حيًا يعكس عمق التجذر العربي في هوية البحرين، والتزامها الأصيل، قيادةً وشعبًا، بمسيرة العمل العربي المشترك.

وأشاد الأمين العام بالجهد البحثي المبذول في إعداد الكتاب، معتبرًا إياه إضافة نوعية للمكتبة العربية ومرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بتاريخ الجامعة العربية وعلاقاتها بدولها الأعضاء.

وفي ختام كلمته، جدد أحمد أبو الغيط شكره للقائمين على تنظيم منتدى "دراسات"، متمنيًا لأعماله التوفيق والنجاح، وأن يسهم في تعزيز التعاون العربي وبناء مستقبل أكثر استدامة وأمنًا وازدهارًا للأمة العربية.