أكد الدكتور أسامة مصطفى خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات أن صناعة التعهيد ليست ظاهرة حديثة، إلا أنها شهدت نموًا غير مسبوق على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة، لا سيما عقب جائحة كورونا، التي دفعت كبرى الشركات الدولية إلى الاعتماد على أنظمة العمل عن بُعد والاستعانة بشركات متخصصة أصغر لتنفيذ خدماتها.
زيادة تدفقات العملة الأجنبية
وأوضح مصطفى خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «ناسنا» على فضائية المحور أن هذا التحول العالمي انعكس بشكل إيجابي على مصر، حيث أتاح آلاف فرص العمل أمام الشباب، وأسهم في جذب استثمارات أجنبية مباشرة إلى قطاع الخدمات، ما دعم بدوره زيادة تدفقات العملة الأجنبية وتعزيز الاحتياطي النقدي.
تنمية المهارات التقنية
وأشار إلى أن تمكين الشباب من الاستفادة من هذه الفرص يتطلب التركيز على مسارين رئيسيين، أولهما تنمية المهارات التقنية، وثانيهما تطوير القدرات اللغوية ومهارات التواصل، مؤكدًا أهمية الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص لتأهيل الطلاب وفق متطلبات سوق العمل، إلى جانب الدور الذي تلعبه المبادرات الحكومية مثل «رواد التكنولوجيا» و«مشروعك» في دعم الكفاءات الشابة.
التخصصات العالمية الأكثر طلبًا
وشدد مصطفى على ضرورة توجيه الشباب نحو التخصصات العالمية الأكثر طلبًا، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، موضحًا أن أبرز مجالات التعهيد المتاحة حاليًا تشمل خدمات الدعم الفني وخدمة العملاء، والخدمات المالية والمحاسبية عن بُعد، والتسويق الرقمي وإدارة منصات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن البرمجيات ودعم تكنولوجيا المعلومات.
تحليل الصور واللغات
كما لفت إلى بروز مجالات جديدة تشهد توسعًا متسارعًا، من بينها التعهيد الطبي، مثل معالجة وترجمة البيانات الطبية، والتعهيد القانوني المرتبط بتحليل المستندات، إضافة إلى خدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، كتدريب النماذج على تحليل الصور واللغات، مؤكدًا أن مصر تمتلك رصيدًا كبيرًا من الكفاءات الشابة القادرة على المنافسة عالميًا في هذه المجالات.

