أكدت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى، لأن الغيبيات هي من الأمور التي استأثر الله تعالى بعلمها، لذا، عندما سألوا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة، قال: «إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ»، على الرغم من أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عنه الله: «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ».
أموال الكهانة محرمة
وأضافت «الحنفي» في تصريح لـ«صدى البلد»: أن النبيَ -صلى الله عليه وسلم- يؤكّد ذلك فيما رُوي عنه: «نَهَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الكَاهِنِ»، والمقصود بالنهي هنا: هو ما يتقاضاه مَن يدّعون معرفة الغيب أو يمارسون الكهانة، فكل مالٍ يحصل عليه هؤلاء مقابل ادّعائهم العلم بالغيب هو مال حرام، ليس فقط بالنسبة لهم، بل أيضًا لكلّ مَن يُعينهم على هذا العمل المُحرّم.
الفضائيات واستضافة الدّجالين
وتابعت: «وإذا كانت بعض القنوات تستضيف هؤلاء الدّجالين والمشعوذين للترويج لأعمالهم، فهذا بلا شك حرام، لأنها تُعينهم على ارتكاب المعصية، وبهذا تشجّع على التجرؤ على ما استأثر الله بعلْمه، لذا، يجب على هذه القنوات أن تسعى لتقديم محتوى يحقّق الفائدة للمشاهدين، فقداسة رسالة الإعلام تستوجب المصداقية والنفع لتترك أثرًا إيجابيًّا على الجمهور».
وشددت على أنه ينبغي على القائمين على القنوات الإعلاميّة، أن يُدركوا حجم الأمانة التي يتحمّلونها تجاه الكلمة وميثاق الشرف المهني الذي يحكم عملهم، عليهم الالتزام ببثّ ما فيه الخير والفائدة للمشاهدين حتى يكسبوا ثقتهم ويبقوا عند حسن ظنّهم.
التسلية واللهو المحرم
وأكملت: يتوجّب على كل إنسان ألا يُضيع وقته في أمور لا تعود بأي نفع عليه، لأنّه سيُسأل عن عمره فيمَ أفناه، ووقته فيمَ قضاه، والأمر الآخر يعتمد على الحديث الشريف: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَاتِ...»، فطالما ينتقد الإنسان مثل هذه الأعمال، ويُحذّر أهل بيته منها ليحميهم من التأثر بهذه المهاترات، فهذا أمر طيب ومحمود، أمّا متابعة هؤلاء من باب التسلية واللهو، فهو حرام لأنه إضاعة للوقت فيما لا يفيد.
قبول صلاة من يشاهدهم
وعن عدم قبول صلاته لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أتى عرَّافًا فصدقه بما يقول لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا»، أفادت بأنه بالنسبة لقضية قبول الصلاة، فإن الأمر يتعلّق بمدى تصديق الشخص التام بادعاءات هؤلاء المنجّمين، فإذا كان الفرد يعتقد جازمًا بصحة ما يقولونه، فهذا حرام ويُعتبر من الشرك بالله، وعليه، فإن قبول الصلاة أو عدمها يعتمد بالأساس على نيّة الشخص نفسه ومدى تصديقه.

