على مدار دقائق متتالية ظل تصفيق الجمهور الأقصري لفيلم "فتاة المصنع" بعد انتهاء عرضه الأول في مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ليلة الخميس 23 يناير، في أول عرض للفيلم في مصر بعد أن تم عرضه من قبل في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وأبدى الجمهور والإعلاميون إعجابهم الشديد بالفيلم بعد عرضه وأثناء الندوة التي عقدت بعده.
وحضر العرض من صناع الفيلم المخرج الكبير محمد خان وكاتبة الفيلم وسام سليمان ومؤلف الموسيقى التصويرية جورج كازازيان، كما حضر العرض النجم آسر ياسين والسينارست تامر حبيب والمخرجة نادين خان والعديد من السينمائيين الموجودين الآن في مهرجان الأقصر، هذا بالإضافة للصحافيين والنقاد، فيما كانت المفاجأة في امتلاء مقاعد قاعة الأقصر للمؤتمرات التي عرض فيها الفيلم بجمهور الأقصر من سيدات ورجال وأطفال وشباب.
ولم يستطع منتج الفيلم محمد سمير إخفاء بهجته وسعادته الكبيرة وتفاؤله بعد انتهاء العرض "لم أكن أشاهد الفيلم، كنت أترقب ردود الأفعال ولم أشعر بالراحة إلا في نهاية العرض وبعد إضاءة أنوار الصالة وأنا أنظر لهذا الجمهور الكبير والمتنوع الذي ظل مترقباً طوال الفيلم وصامتاً ومشدوداً للفيلم وأحداثه، لم أكن أتوقع كل هذا الاحتفاء بالفيلم وخاصة أنه العرض الأول في مصر وكان هناك العديد من الجمهور العادي ولم يقتصر على الصحافيين والنقاد المشاركين في المهرجان الذين أشادوا أيضاً بالفيلم".
أما المخرج الكبير محمد خان فقد بدأ الندوة التي أعقبت الفيلم بشكر الجمهور الذي حضر وصفق للفيلم وأعجب به كما قدم تحياته للنجمة الراحلة سعاد حسني التي أهدى إليها الفيلم، وقال بعد انتهاء الندوة: "أكثر ما أعجبني هو تنوع الجمهور ووجود بنات وشباب أعجبهم الفيلم والحالة التي قدمتها، ووصلت إليهم كما كنت أتمنى، ووضح هذا في تعليقهم بعد الفيلم وفي التهاني التي أحاطت بي من الجميع، العرض كان مفاجأة لي ولم أكن أتوقع كل هذا الترحاب بالفيلم .. أنا سعيد للغاية بأن أول عرض للفيلم في مصر كان في الأقصر مع هذا الجمهور الجميل".
ويأتي هذا بعد شهر من العرض العالمي الأول لـفتاة المصنع في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وحصوله على جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي) للأفلام العربية الروائية الطويلة، بالإضافة إلى فوز بطلة الفيلم ياسمين رئيس بـجائزة أفضل ممثلة ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة.
فيلم فتاة المصنع هو الفيلم الذي عاد به المخرج الكبير محمد خان إلى شاشة السينما بعد 7 سنوات من الغياب منذ أن قدم آخر أفلامه، وهو ثمرة التعاون مع المنتج محمد سمير من خلال شركته داي دريم للإنتاج الفني، وبدعم من 7 مؤسسات دولية.
فتاة المصنع هو أول إنتاج روائي طويل للمنتج محمد سمير من خلال شركته داي دريم للإنتاج الفني، ويُعد الفيلم من أنجح قصص التعاون في السينما المستقلة بالعالم العربي، حيث حاز الفيلم دعم عدد كبير من المؤسسات السينمائية حول العالم، وصل عددها إلى سبع مؤسسات، ومنها: صندوق إنجاز التابع لـمهرجان دبي السينمائي الدولي، صندوق سند التابع لـمهرجان أبوظبي السينمائي، مؤسسة GIZ، مؤسسة Global Film Initiative، مؤسسة Women in Film وصندوق دعم السينما التابع لـوزارة الثقافة المصرية.
أيضاً عمل محمد سمير على شراكة من نوع جديد في فتاة المصنع، حيث ساهمت في إنتاج الفيلم شركتا ويكا (منتجة فيلم هرج ومرج)، وأفلام ميدل وست (منتجة فيلمي: البحث عن النفط والرمال، فيلا 69).
قام ببطولة الفيلم: ياسمين رئيس، هاني عادل، سلوى خطاب وسلوى محمد علي، مع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة.
وتدور أحداث فتاة المصنع حول هيام، وهي فتاة في الواحد والعشرين ربيعاً، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية.