النقابة تتهم "الصحة" بالكذب .. إصابة 9 أطباء بعدوى الإنفلونزا ووفاة 4 منهم .. والوزارة تخفي الأرقام الحقيقية للمصابين

"الأطباء" تطالب "الصحة" بتشكيل لجنة لبحث الإصابات بالالتهاب الرئوى داخل المستشفيات
الخدمات البيطرية لم تتوصل حتى الآن إلى بؤر مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير
"الصحة" تخفي الأرقام الحقيقية للمصابين.. والصحة تتكتم على الحالات
نشبت أزمة حادة بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة بعد ان اتهمت النقابة الوزارة بالكذب فيما يتعلق بإصابة الأطباء بعدوى الانفلونزا ووفاة 4 أشخاص منهم.
وعقدت نقابة الأطباء، مؤتمرا صحفيا، ظهر اليوم الثلاثاء، بدار الحكمة لمناقشة تكرار حالات الوفيات بين الأطباء بمرض الالتهاب الرئوى فى الفترة الأخيرة حيث وجهت النقابة الدعوة لكل من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وكلية طب قصر العينى لحضور المؤتمر.
ونفى الدكتور خالد سمير عضو مجلس نقابة الأطباء، ما صرحت به وزارة الصحة اليوم من أن الأطباء الذين توفوا نتيجة الاصابة بالالتهاب الرئوى الحاد كانوا يعانون من أمراض أخرى.
وأوضح على هامش المؤتمر الصحفى المنعقد اليوم بالنقابة حول تكرار وفيات الاطباء أن وزارة الصحة دائما ما تمارس الكذب والتصريحات غير المسئولة، لافتا الى ان المسئولين بالوزارة يقومون بالنفى يوميا على صفحات الجرائد بأنه لاتوجد اى عدوى او فيروس يصيب المرضى من المستشفيات وهذا غير صحيح.
وأشار الى أن النقابة سبق أن حذرت الوزارة من قبل من خطورة هذا الفيروس الا انها لم تقم بأى خطوات، وكان نتيجة هذا اعلانها اليوم عن وفاة اكثر من 24 حالة نتيجة هذا الفيروس واصابة اكثر من 100 شخص.
أما عن أعداد الاطباء المصابين بالفيروس فأوضح "سمير" ان هناك 9 حالات من بين الاطباء أصيبوا بالالتهاب الرئوى الحاد نتيجة العدوى التنفسية وتوفى منهم 4 حالات.
وأعلن أن النقابة طالبت وزارة الصحة بتشكيل لجنة تضم خبراء واساتذة من الجامعة لبحث وفحص الحالات المصابة حيث ان النقابة بها 50 الف استاذ جامعى الا ان الوزارة تجاهلت هذا المطلب.
وطالب الوزارة بضرورة الاعتراف بأن هناك مشكلة وفيروس يمكن أن يودى بحياة العديد من الاشخاص وليس الاطباء فقط.
كانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت اليوم عن إصابة 7 أطباء فقط بالالتهاب الرئوى الحاد اثنان منهم فقط مصابان بالانفلونزا اما باقى الاطباء فكانوا يعانون من امراض أخرى .
وأعلنت الدكتورة منى مينا، الأمين العام لنقابة الأطباء أن "النقابة سبق أن خاطبت وزارة الصحة والسكان لتشكيل لجنة تقصى حقائق لبحث أزمة إصابة المرضى والأطباء بالالتهاب الرئوى الحاد".
وقالت مينا، خلال المؤتمر الصحفى الذي تم عقده اليوم، الثلاثاء، بنقابة الأطباء، إنه "من المعروف طبيا أن الالتهاب الرئوى الحاد يصاب به المسنون لكن إصابته لعدد من الاطباء وهم فى سن الشباب يمثل خطورة يجب الاعتراف بها".
وأضافت أن "النقابة لا تملك معامل تحاليل حتى تقوم بمفردها ببحث هذه المشكلة، وإنما ما قامت به هو دق ناقوس الخطر لوزارة الصحة والتى تجاهلت مطالب الأطباء من ضرورة تشكيل لجان لبحث الحالات"، مشيرة إلى أن "وزارة الصحة قامت بالرد على النقابة بأن الأطباء هم السبب فى إصابتهم بالعدوى بسبب عدم ارتدائهم الأقنعة الواقية، رغم أن الأطباء ملتزمون بجميع طرق الوقاية من العدوى".
وطالبت منى مينا بضرورة أن تعترف وزارة الصحة بالمشكلة، وأن يتم تشكيل لجان من مكافحة العدوى بالمستشفيات لمعرفة الحالات وفحصها .
وقال الدكتور سامى طه نقيب البيطريين، إن "الخدمات البيطرية لم تتوصل حتى الآن إلى بؤر مصابة بفيروس "إتش وان إن وان" والمعروف باسم إنفلونزا الخنازير".
وأضاف نقيب البيطريين، خلال المؤتمر أن "الإدارات الطبية الموجودة على مستوى مصر توجد بها فرق للانتشار السريع من البيطريين الذين يقومون بفحص البؤر، والتى يتم الإبلاغ عنها والتأكد من أنها مصابة بإنفلونزا الطيور أو الخنازير، وبعد ذلك يتم إبلاغ وزارة الصحة عن هذه البؤر".
وأكد أن "النقابة أصدرت عدة توصيات للسيطرة على مشكلة العدوى والإنفلونزا وأهمها تشكيل قاعدة بيانات ومعلومات من جميع الجهات عن الإنفلونزا"، منتقدا عدم وجود قاعدة بيانات للإنفلونزا فى مصر.
وطالب بتكاتف جميع الجهات لرصد وفحص الفيروس وتحديد سبب المرض، وتوفير مضادات الإنفلونزا الفعالة لعلاج الفيروس، هذا إلى جانب تطبيق نظام الرصد والمتابعة للحالات المصابة بالفيروس.
وقال الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الاطباء، إن "وزارة الصحة تتكتم على الحالات التى أصيبت بالالتهاب الرئوى الحاد نتيجة الاصابة بالانفلونزا داخل المستشفيات، ولم تعلن عن الارقام الحقيقية للمصابين".
واشار "حسين" إلى ان "هناك حالات ظهرت بمحافظات الزقازيق والدقهلية ولم تعلن عنها وزارة الصحة"، لافتا الى أن "النقابة قامت بمخاطبة وزارة الصحة منذ وفاة الطبيب الاول الدكتور احمد عبد اللطيف الذى توفى نتيجة الاصابة بالعدوى التنفسية".
وردا على تصريح وزارة الصحة بان الاطباء المتوفين، توفوا نتيجة أمراض اخرى، تساءل: "ومن قام بفحص هذه الحالات وأجزم على اصابتها بامراض اخرى"، مضيفا أن "الاطباء المعالجين للحالات هم من اكدوا على اصابتهم بعدوى تنفسية داخل المستشفات ادت الى اصابتهم بالالتهاب الرئوى الحاد مما ادى الى وضعهم على جهاز التنفس الصناعى".
وطالب حسين بضرورة تشكيل لجنة متخصصة لبحث اسباب الاصابات وتشخيص الحالة وطرق الوقاية والعلاج منها.