تونس تدشن مركزا لدراسات الأمن العالمى بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والسياسية

دشنت الجمهورية التونسية أول معهد وطنى لدراسات مكافحة الإرهاب على أراضيها، وذلك فى خضم التهديدات الأمنية والإرهابية التى تواجهها دول الربيع العربى من تيارات التأسلم السياسى والمنظمات التكفيرية التى يتعاون بعضها مع تنظيم القاعدة.
وأطلق على المعهد التونسى الجديد اسم "المركز التونسى لدراسات الأمن العالمى" ويضم نخبة من خبراء العالم فى مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
ويقدم المركز للدارسين والمنتسبين وموظفى الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية فى تونس وبلدان العالم دورات دراسية فى مجال مكافحة الإرهاب، كما يعد المركز موردا معلوماتيا هاما للبحوث التى تتناول قضايا الإرهاب فى الشرق الأوسط والعالم والتدريب على إجراء البحوث الأمنية والتحليلية للمعلومات والأخبار والبيانات.
ويقول السفير التونسى السابق ناصر بن سلطانة الذى أسندت إليه رئاسة المركز الجديد إنه يأمل أن يشكل إسهاما إضافيا فى مساعى العالم لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وأن يشكل المركز لبنة للبناء عليها فى إطار العمل المعرفى والميدانى لمقاومة الإرهاب.
ويعد المركز الجديد مؤسسة غير حكومية لا تسعى للربح، ويضع من بين أهدافه العمل على ترسيخ الديمقراطيات الوليدة فى الشرق الأوسط والعالم من خلال مواجهة الحركات المسلحة التى تعمل على تقويض الديمقراطيات البازغة، ويقول السفير بن سلطانة، رئيس المركز، إن اعتبارات الأمن بمفاهيمه الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ستكون موضع اهتمام من باحثى المركز ومحاضريه ضمن مقرراتهم التعليمية والتوعوية، إضافة إلى أشكال الأمن التقليدى شرطيا وعسكريا وإعلاميا والعمل على توظيف تلك الأبعاد فى إطار تعبئة قوى الدولة الشاملة لمواجهة الإرهاب.
ويعمل المركز التونسى الجديد بالتعاون مع مراكز أبحاث أوروبية وأمريكية تتبع الجامعات وبعضها مراكز خاصة لا تسعى للربح على غرار المركز التونسى الجديد الذى سيكون من بين أنشطته تنظيم الحلقات النقاشية والمنتديات والمؤتمرات فى جميع القطاعات التعليمية والمجتمعية فى تونس ومحيطها الإقليمى للتوعية ضد الإرهاب وتبصير الشباب بمفاهيم الأمن الشامل واستراتيجياته.
من جانبه، أشاد الجنرال الأمريكى دافيد رودجيرز، قائد القيادة الأفريقية فى الجيش الأمريكى "أفريكوم" ومقرها شتوتجارت فى ألمانيا بالمركز التونسى الجديد.
وأكد رودجيرز أهمية الدور الذى يمكن أن يقوم به فى خلق ثقافة مقاومة للإرهاب، وقال إن الإدارة الأمريكية تدعم قدرات تونس فى مجال مكافحة الجرائم والإرهاب وتهريب الأسلحة والأفراد.
من جانبه، قال السفير الأمريكى لدى تونس جاكوب ويلز إن مراكز الأبحاث الأمريكية بادرت إلى دعم المركز التونسى الجديد، معربا عن أمل واشنطن فى استقرار ورفاه قريب لجميع بلدان الربيع العربى.